دائما نتفاءل عندما يكون الملك في الخارج، رغم محبتنا أن يكون بيننا في عاصمته ومع شعبه.
هذا النشـاط الذي يبذله الملك في جولاته الخارجية وإصراره على الاستفادة من كل دقيقة من وقته، لإدراكه بأن هذا الوقت والجهد هو لصالح وطن وشعب ينتظر كل ما من شأنه أن يزيد من فرص الحياة والتطور والمـساندة من دول آمنت بقدرة هذا الملك وهذا الشعب على تجاوز أي معـيقات تواجه مسيرته.
الغرب بأكمله ينظر إلينا بفضل حنكة جلالة الملك، نظرة إيجابية تستدعي من الجميع أن يقف بجانب الأردن ومـساعدته ليبقى صامد أمام العواصف والتدابير الهدامة في منطقتنا..
منطقتنا منذ بداية العقد الثاني من هذا القرن وهي تثور على نفسها وتقتل جديدها وتقدمها وتتراجع للخلف بسرعة لا مثيل لها، شاهدنا دولنا العربية وما حالها الذي للآن تنزف الدم وتحرق أخضرها وأجيالها، لم تستفد هذه الدول مما يحدث عند غيرها، بالعكس؛ أصبـحت تقلدها وتزيد من تفشي وباء الحقد الأسـود مما زاد من خرابها، «الربيع العربي» شاهدنا نتـائج هذا الربيع ودماره لحياة الشعوب..
منذ بدء «الربيع العربي» ونحن نضع أيدينا في الأردن على قلوبنـا خوفاً على أشقائنا في الدول المجاورة، وحاولنا تقديم كل ما نستطيع من النصيحة والبذل والسعي للتعامل بمثـالية تتلاءم وهذه المرحلة من «ربيع» لم يكن كما توقع من أطلق عليه هذه التسمية وأصبح فصلا عاصفا أوصلنا لحال سنبقى نتألم من نتائجه..
الملك وجه يحظى بقبول، وصاحب حكمة تنتظرها دول العالم، وبكل فخر تعلنها تلك الدول بأن الملك عبدالله هو الإنسان صاحب الجهد الرزين والفكر الحصيف ليخرج منطقته من هذه الأهوال السياسية بأقل الخسائر.
تدرك الســياسة الخارجية بأن الملك يبذل قدرات خارقة لبقاء ملفات الشعوب العربية في مركزية التناول للسياسات العالمية وعدم تركها لمن يريد لهذه المنطقة الركوع والهوان لأجل سلبها قدرتها على مواجهة ما يخطط لها، هو الملك حاضر بتفاصيل العمل الدولي وبما يمتلك من أدوات عصرية في فرض قضايا المنطقة على طاولة الشؤون العالمية، لهذا يدرك الغرب بأن الأردن دولة تستـحق ان تكون شريكا رئيسيا في وضع الحلول..
بعد كل زيارة ملكية ينتشر التفاؤل والخير، ملكنا يظهر على محياه الأمل والطمأنينة على مسيرة وطنه، ما يزيدنا حبا وولاء لجلالة الملك عندما تجد هذا القبول العارم له من زعماء العالم وشعوبها وأصحاب القرار, هذا القبـول هو ما يدعم محبي هذا الوطن والملك لتقديم كل الإمكانيات لنتجاوز الصعوبات المالية التي تواجهنا، لنحافظ بكل ما أوتينا من قوة على هذا الوطن ونقدم له ما نستطيع لنرفع مستوى الرضا العالمي لقائدنا ووطننا.
(الرأي)