ليلى سمور : ياسر العظمة موهوب لكنه لا يغامر
25-06-2007 03:00 AM
عمون - على مدى خمسة عشر عاما من رحلتها مع التمثيل والفن، قدمت الفنانة والممثلة السورية ليلى سمور، أدوارا وشخصيات متنوعة وهامة في أعمال ومسلسلات تلفزيونية اجتماعية معاصرة، سواء تاريخية أو كوميدية. كما قدمت بعض البرامج التلفزيونية، ومنها مشاركتها في تقديم البرنامج الساخر الشهير C.B.M، على تلفزيون الـMBC. وفي الحوار التالي التي اجرته لـ«الشرق الأوسط» في دمشق تتحدث الفنانة ليلى سمور عن آخر أعمالها وأدوارها وعن بعض القضايا الفنية...لنتحدث بداية عن آخر الأدوار التي أديتها في مسلسلات جديدة؟
ـ في الواقع، كانت الأشهر الماضية غنية في تعميق تجربتي الفنية، حيث قدمت وصورت أدوارا عديدة في مسلسلات أعتبرها قفزة إلى الأمام في حياتي الفنية، ففي مسلسل «عندما تشرق الشمس» للمخرج هيثم حقي، كانت شخصيتي وعلى مدى 80 مشهداً مميزة، وحرضتني على تقديم شيء جديد لي. وكذلك عملت مع المخرج الليث حجو في مسلسل اسمه «خلف القضبان»، وهو للكاتب هاني السعدي، وأعتقد أن دوري فيه حقق لي قفزة فنية مهمة، فالدور مكتوب بطريقة جريئة جداً، وقدمته بطريقة مختلفة عن كل أدواري السابقة. كما شاركت في مسلسل كوميدي اسمه «تيب فيديو كليب»، للمخرج هيثم شلبي، وهو مسلسل ناقد قدمت فيه عدة شخصيات متنوعة بشكل كوميدي خفيف، حيث تنتهي كل حلقة من العمل بلحن معروف ضمن النقد العام لموضوع الحلقة. وقدمت شخصية صاحبة دار أزياء في مسلسل «الغدر»، للمخرج بسام سعد، كما أنني أعتز بدور قدمته في مسلسل «قصصنا»، للمخرج الليث حجو، و رغم أنني كنت ضيفة حلقة واحدة من المسلسل، (حيث هو عبارة عن قصص مختلفة)، إلا أنها كانت فرصة جميلة لي لأن أقف أمام الفنان المميز بسام كوسا بعد عشر سنوات من آخر عمل قدمته معه وهو مسلسل «الشريد». كذلك قدمت عملا مسرحيا في الأردن مع الفنان نبيل صوالحة، وهو عمل يرقى إلى المستوى الذي كان يقدمه صوالحة مع الفنان المعروف هشام يانس.
> هل أنت معجبة بأداء الفنان بسام كوسا كثيرا؟
ـ أنا أعرف بسام كوسا منذ أن كان عمري 14 سنة، حيث كانت شقيقتي فيلدا تأخذني للمسرح وأحضر أعماله المسرحية، وكنت معجبة بأدائه كثيراً، وأنا أفتخر بأن لدينا في سورية ممثل كبسام كوسا!.
> ولكن بسام كوسا ليس خريجا أكاديميا من المعهد العالي للفنون المسرحية، ومع ذلك أصبح نجما؟
ـ هذا صحيح، ولكنه خريج كلية الفنون الجميلة، وهذه لها علاقة بالفن والجمال، وأنا برأيي أن الفن يحسب بالفطرة وليس بالدراسة، فالدراسة وحدها لا تحقق نجما.
> هناك من يقول ان جمال الفنانات هو الذي يفرضهن على الساحة الفنية السورية، ما رأيك بهذا القول؟
ـ برأيي أن الساحة الفنية مفتوحة لكل شيء موجود في العالم، ولكن الشطارة لمن يبقى بعد سنتين أو ثلاث سنوات، فللجميع الحق أن يجرب، وبالتالي الجمهور سيفرز الجيد من الرديء. لقد لاحظت وجوها كثيرة في الفن، شبابا وشابات، ومنهم من أصبحوا نجوما، ولكنهم سقطوا بعد ثلاث سنوات.. غربلهم الجمهور، فهو ـ أي الجمهور ـ ليس غبياً، وهو من يحدد تميز وإبداع ونجومية الفنان.
> لكن بعض الفنانين نجحوا وتألقوا وتركوا هذه المهنة بعد سنوات قليلة لأنها متعبة، كما يقولون؟
ـ هذا جانب، وفي المقابل هناك أناس دخلوا الوسط الفني، وهم مستعدون للتضحية بكل إمكانياتهم. وتبقى مهنتنا تحتاج لصبر وتحمل وإبداع وتعب وإرهاق ومقاومة الضغط النفسي، وليس الأمر فقط نجومية و أضواء. أنا برأيي، أن هذه المهنة لها علاقة بعمال المناجم، لكن بنفس الوقت مهنة لها علاقة بالحب والجمال والحضارة والتحليق فوق المستوى العادي للإنسان.
> لماذا تركت العمل مع مجموعة برنامج c.b.m الشهير؟
ـ بقيت سنة معهم وتركتهم عندما لاحظت أن البرنامج لم يتطور، ولم يسر إلى الأمام، بل أصبح «مكانك راوح»، وصار مكرراً ولم يعد له ذلك الألق والتميز، ولم يعد يقدم لتجربتي شيئا. وبالصدفة حصلت مشكلة بيني وبين مجموعة البرنامج والمسؤولين عن محطة mbc في بيروت، فقلت «جاءت لوحدها»، وقررت ترك العمل معهم.
> كيف تنظرين إلى إقبال الكثير من الفنانين العرب على تقديم برامج تلفزيونية؟
ـ أنا مؤمنة بالتخصص، ولكن لا بأس أن يجرب الإنسان، وإذا وجد الفنان نفسه أنه لم يوفق في هذا الاتجاه، فالأفضل له أن يتراجع، وإذا شعر أن الجمهور أحبه في هذا العمل فلا مانع أن يكمل، ولكن المشكلة أنه كيف يستطيع الفنان التوفيق بين عدة اتجاهات وتحمل الجهد، خاصة وأن البعض يعتبر أن العمل في البرامج أقل جهدا من التمثيل، وهذا غير صحيح، فنحن مثلا كنا نتعب كثيرا في برنامج الـ c.b.m، على الرغم من أن العمل يبدو متواضعا.
> عملت كوميديا مع الفنان ياسر العظمة ولعدة سنوات في مراياه، كيف تقيمين الأعمال الكوميدية السورية؟
ـ هناك كوميديا راقية، وبالمقابل هناك كوميديا يعملها البعض للكم فقط، وأنا أعتبر مثلا سلسلة «بقعة ضوء» من الأعمال الكوميدية ذات المستوى العالي.. أما «مرايا» ففيها أشياء مهمة، ولكنها وقعت بمشكلة التكرار وتقديم نفس المواضيع. وهناك مشكلة في أسرة مرايا أنهم لا يستطيعون تغيير هذا الاتجاه من الطرح والمعالجة، لا يتجرأون على الخروج قليلا في الخيال. ويبدو أن الأستاذ ياسر العظمة راغب بأن يبقى هذا الاتجاه، وأعتقد أنه لا يرغب بتجريب أشياء جديدة على الرغم من أنه ممثل خطير وموهوب، ومن الضروري أن يعيد دراسة وتقييم سلسلته الشهيرة «مرايا». > هناك حاليا هجمة من القائمين على الدراما السورية نحو إنتاج الأعمال الاجتماعية المعاصرة، كما حصل سابقا مع الدراما التاريخية، ألا يخاف من الفشل والتكرار هنا؟
ـ أنا أفضل التنويع دائما، ولكن يبدو أن الأعمال الاجتماعية تلامس مشاكل الناس في العالم العربي، وهي تتناول مواضيع اجتماعية جريئة، ونحن في سورية نطرحها بقوة في الفترة الأخيرة كمشكلات الايدز والمخدرات وغيرها.. وهذا ما جعلها تلقى اهتمام الجمهور العربي، ويبدو أنها مطلوبة كثيرا، وإلا لما لاحظنا هذا الكم الكبير منها، ولكن لا يعني ذلك ألا ننتج سوى هذا النمط من الأعمال، علينا أن نقدم التراجيديا والكوميديا والتاريخي، ولكن بشرط أن تكون هناك طروحات جديدة.
> ما رأيك بتجربة بعض الفنانين السوريين الذين تسلموا إدارات عامة لشركات إنتاجية، هل قدموا فائدة للفنان السوري، أم لأنفسهم فقط؟
ـ لا أريد التحدث في هذا الموضوع، ولست راغبة بالتعليق عليه، وأقول فقط هنا «الله يقويهم»، وهم أنفسهم يعلمون ماذا فعلوا، وماذا قدموا لزملائهم، وكل واحد مسؤول عن نفسه.
> هل تتابعين الدراما الخليجية، ما رأيك بها؟
ـ أتابعها على شاشة الـ M.B.C التي تدعم الدراما الخليجية بشكل كبير، وألاحظ أنها تتطور (أي الدراما الخليجية) بسرعة، وهناك محاولات جريئة والقائمون عليها يخطون خطوات ناجحة.
عن الشرق الاوسط