نعم الحوار وبئس الجدال وسما التفاهم والتغانم والتوافق والاختلاف العلمي والمنطقي ان احتوى على نقاط التقاء او بقى معلقا دون لقاء فهذا ديدن الحياة واختلاف الثقافات والمشارب والقناعات.
في كثير من اللقاءات التي تجرى على التلفاز او في القنوات الفضائية وجاهيا او عبر الشاشات الإلكترونية عن بعد تسود لغة الجدل والتشابك واختراق الشخصية وخصوصيتها وتوجيه العبارات النابية وعلو الصوت والصراخ بعيدا عن التبادل المنطقي والعقلاني للفكرة ومحتوياتها ومؤداها ونتائجها واذا كانت مثمرة ام لا أو تخدم غرض الحوار.
ان من أسس الحوار ان يتسم بالهدوء وحضور الذهن وتوفر المعلومات والخبرات والدراية بالموضوع المطروح والتحضير له واستخدام لغة المنطق في عرض المعلومة او الخبر وتحليله والتعليق عليه وتعزيز لغة الإقناع واشباع الطرف الآخر بالفكرة وجدواها وصحتها وموثوقيتها وصولا إلى الاتفاق عن قناعة ورضا او الاختلاف المنطقي المقنع.
وأما ما يسود في الجدال ينم عن الجهل احيانا وعدم امتلاك المعلومة او مهارة ايصالها ويستعيض صاحبها عن ذلك بعلو الصوت والصراخ ومحاولة فرض الرأي الذي ينتقيه دون هوادة ويتوه المشاهد في بحر الخلاف والاختلاف ونبرة الصوت وضياع الحقيقة دون الوصول إلى نتيجة مرضية.