تصريحات مدير عام منظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبرييسوس التي أطلقها اخيرا ونشرتها محطة روسيا اليوم قبل ايام تنذر بخطر وجود فيروس جديد قد يضرب البشرية ويصعب السيطرة عليه إذا لم نتمكن من اتخاذ الاحتياطات الضرورية اللازمة.

وقال المسؤول الصحي العالمي في اجتماع وزراء المالية والصحة الأعضاء في مجموعة العشرين في روما يوم الجمعة الماضي إنه من المؤكد من ناحية البيولوجيا ظهور فيروس جديد في المستقبل، وأن البشرية لن تكون قادرة على احتوائه، مؤكدا أنه على قناعة بأنه عندما جرى التخطيط لهذا الاجتماع، كان امل الجميع منصبا على أن وباء الكورونا سينتهي، لكنه لم ينته بعد، وبسبب المتحور «دلتا» عادت الإصابات والوفيات للارتفاع لدى الكثير من الدول في العالم.

حديث مدير الصحة - إن صح - يحمل في طياته اخطارا كبيرة للبشرية يأتي في مقدمتها اننا دخلنا مرحلة جديدة من حياتنا يتعرض فيها الإنسان لأخطار غير مسبوقة جراء تجدد فيروسات خطيرة يصعب السيطرة عليها الأمر الذي يدعونا إلى أخذ الحيطة والحذر لمواجهة هذه الأخطار عن طريق الاستمرار في اخذ المطاعيم اللازمة التي تقررها منظمة الصحة العالمية وهذا ما أشار إليه المسؤول الأممي الذي قال على الرغم من أن اللقاحات تنقذ أرواحا، فهي لا توقف انتقال الفيروس، ولذلك على كل دولة أن تواصل استخدام كل الأدوات، بما في ذلك الرعاية الصحية والإجراءات الاجتماعية مع الاختبارات والعلاج واللقاحات للسيطرة على الوباء.

مدير الصحة العالمية دق ناقوس الخطر وأكد أن هناك حاجة لتنفذ الدول التي تعهدت بتقديم اللقاحات، التزاماتها بسرعة حتى في الوقت الذي تستمر فيه الحرب ضد هذا الوباء، وعلينا أن نتخذ العبر، ونقوم باتخاذ الإجراءات اللازمة للتحضير لمواجهة أي وباء آخر قادم جديد قبل أن يداهمنا في وقت قد نكون فيه مازلنا نعاني من خطر وباء فيروس كورونا... لذلك بإمكاننا أن نتخذ خطوات من الآن للتحضير لهذا الفيروس الخطير ورصده والتعامل معه بسرعة عندما سيظهر قبل فوات الأوان الأمر الذي يتطلب دورا فعالا من قبل أصحاب القرار من السياسيين وتمويلا لأداء، مثلما يتطلب ذلك دورا مميزا ومركزيا لمنظمة الصحة العالمية في البنية العالمية للرعاية الصحية.

هي فرصة يمكن استغلالها لتوجيه الدعوة للمواطنين باستمرار الالتزام بالبروتوكولات الصحية المعلنة وفي مقدمتها ارتداء الكمامة والتباعد وتناول المطاعيم لتوفير الحماية للجميع... فالخطر مازال قائما والوباء اللعين لم ينته بعد..

(الرأي)