أستطيع ان اتفهّم موقف الجدّة وهي تتأبط زجاجة مياه معدنية وعلبة توفي في عزّ الشوب، وتزاحم جموع الواقفين بعبارة تتبع : «الكتف القانوني الذي تنتعك اياه» :هو شوي يا خالة...استطيع ان اتفهّم موقفها انصياعاً للمثل القائل ما أغلى من الولد الا ولد الولد..
كما استطيع أن أتفهم دبكة شباب العشيرة وشركاء «الشّدة» وجلساء دكانة كرمة العلي .واغفر لهم «مدافشتهم» وهم يقومون بتخطي رقاب الجلوس واشعال ايقاع الطبلة والهزّ المبالغ فيه في مدرجات التخريج تحت مبرر: شباب ويبحثون عن فرصة للتنفيس.
كما استطيع ان اتفهم موقف الأم والخالات التسع اللاتي يحتللن الصف الأول من منصة الزغاريد، ويقصفن الخريجين بقذائف المهاهاة، كما اتفهم موقف «شوفير باص الكيا» الذي حضر «طلب» ليقوم بنقل جموع المحتفلين بيحيى، عندما بدأ يوزّع ابتسامات مجانية وعشوائية على بعض الصبايا متباهياً بوشم «ابو السفايف /ابو ال44» الذي يمتد من رسغه الى منتصف ذراعة..
كما اتفهم نفسية «أبي يحيى» وشعوره المختلط بين الفرحة والارتباك والتباهي عندما ينطق عريف الحفل اسمه مقروناً باسم يحيى..وبين قلقه على «ترمس الماء»في صندوق البكم وندمه على صندوق الألعاب النارية..
كما أتفهم موقف خطيب اخت الخريج، الذي تكفل برش «الثلج الصناعي» على رأس أنسبائه فردا فردا بمن فيهم الخطيبة، ليثبت انه «خفيف دم»،ودود،خدوم واجتماعي ..كما ان أي فعل يقوم به في هذا اليوم الكرنفالي قد يصبح مبررا، بدءا من «لمسة اليد «للخطيبة مروراً بالتسلل خلف آخر خط دفاعي من العائلة وانتهاء بالدفع المتعمد لعيشة، دون ان يتلقى أياً من الإنذارات ..تحت غطاء: «فرحة وقايمة»...
كما أتفهم سبب امتعاض عم الخريج واستهجان زوجة العم من هذه الهيصة وشكواهم المستمرة من حرارة الجو وسوء التنظيم، فهم مثل المنتخبات العربية يشاركون لأجل المشاركة فقط وليس بدافع الرغبة أو الحماس على الاطلاق ...
كل ما ذكر وأكثر يمكن ان أتفهمه،لكن الذي لا استطيع أن أفهمه، ان يتم فتح ابواب السيارة،والمشي على يسار الشارع واغلاق الطريق أمام الناس بواسطة سيارات المحتفلين..والذي لا استطيع أن استوعبه ايضاَ أن يغلق شارع دولي أو مدخل مدينة طوال ساعتين من الزمن ..كرمال انتشاء أصدقاء الخريج وأبناء العمومة بمباركة الوالدة التي لا تتوانى عن تشجيعهم بإفراغ ثلاث علب من حلو:» ما شفتش»..و 5 أكياس من ملبس «ع بطيخ»..
**
تخرّجت يا سيدي ألف مبروك I see you))..
فقط، افتح لغيرك طريق قد يكون بحاجة ال « I. C. U».
ahmedalzoubi@hotmail.com
الراي