في الاخبار ان قائد القوات الدولية العاملة بجنوب لبنان يونيفيل الجنرال ألبيرتو أسارتا طالب السلطات اللبنانية توفير الأمن وحرية الحركة لقواته بمنطقة عملياتها في الحنوب اللبناني، على اثر صدامات قريبا من الخط الازرق مع مواطنين جنوبيين أسفرت عن إصابة جندي أممي وقروي لبناني.
التسخين الذي يجري في الجنوب اللبناني سواء عبر المناورات الاسرائيلية التي تدربت على عمليات «احتلال» وتمشيط اراض بحثا عن صواريخ قصيرة المدى التي قد ترسلها منظمة حزب الله باتجاه شمال اسرائيل او عن طريق الضغط الاميركي المتواصل باتجاه سورية لاتهامها «بتوريد» صواريخ استراتيجية الى حزب الله كلها تدلل على اننا بازاء جولة جديدة من الصدام المسلح.
الصدامات الاخيرة بين مدنيين وقوة اليونيفيل بحسب وكالات انباء عالمية جاءت نتيجة رفض السكان المحليين قيام عناصر من اليونيفيل بتصوير اماكن محددة بالقرب من الخط الازرق وهو ما يجعل هذه القوة الاممية محل شك لدى السكان.
موقف قيادة حزب الله اتسم بالعقلانية حيث اعتبر نعيم قاسم نائب الأمين العام للحزب إن تلك المواجهات تقع نتيجة لغياب التنسيق بين قوة الأمم المتحدة لحفظ السلام في لبنان والجيش اللبناني غير أنه قال ايضا أن «ما يهدئ الوضع هو تغيير القوات الدولية لسلوكها»، وهو اتهام مبطن لقوات اليونيفيل بانها منحازة لإسرائيل.
القرار الدولي الذي اعقب حرب تموز والتي استمرت 33 يوما ويحمل الرقم 1701 لا يفوض قوات اليونيفيل دخول القرى اللبنانية غير ان القوات الاممية تستند الى قرار آخر صدر عام 2007 ويحمل الرقم 1773 يطلب من السلطات اللبنانية تسهيل مهمة تلك القوات ومنحها الحق في دخول أية منطقة ترى انها تريد دخولها.
ولان الحرب اولها كلام فقد ارتفعت حرارة الحديث عن مواجهة محتملة على الحدود الشمالية للكيان وعلى لسان اكثر من جنرال وسياسي اسرائيلي باعتبار ان اسرائيل لا تزال بحاجة لاستعادة مبدأ الردع الذي فقدته في حرب تموز الاخيرة اضافة الى فشلها في تحقيق اهدافها السياسية في حرب غزة ايضا.
اسرائيل تستطيع في اي وقت ان تبدأ حربا وتستطيع ايضا ان تلحق دمارا كبيرا في اي من ساحات القتال التي تختارها غير ان المواحهات التي حدثت خلال العشرة اعوام الاخيرة تنبئنا ان من يشعل الحرب ليس بمقدوره اختيار وقت انهائها وهو الامر الذي يبدو ان اسرائيل لم تفهمه بعد.
الراي