بعد ان عض الجوع مئات الملايين في العالم النامي والاقل نمواً اقترن موضوع الغذاء بموضوع الأمن وصار الامن الغذائي هدفاً وطنياً .
ولأن الموارد الطبيعيه هي المدخلات لانتاج الغذاء (المياه والارض والطاقه) صار الامن المائي هدفاً وطنياً ايضاً ومثله صار أمن الطاقه وكذلك أمن الاراضي (عدم استنزافها واستصلاحها ، والحيلوله دون تصحرها) . ثم اجتمعت الموارد الطبيعيه كافه تحت ما سمي بأمن الموارد.
منذ خمسة عقود صعد الحديث عن مخاطر التغير المناخي نتيجة لاستنزاف الموارد وتلوث الهواء والبيئه . فتم اضافة أمن جديد الى القائمة بمسمى الامن البيئي الذي يتميز بسعة نطاقه وتعدد جوانبه وشمولية اثره .
حتى اليوم تكفل العلم بالتغلب على نسبة كبيرة من تحديات أمن الموارد وأمن الغذاء ، لكن قدرته على التغلب على مخاطر التغير المناخي الناجم عن تلوث البيئه تكاد تكون محدوده جداً . مما يوسع ويعمق تأثير مخاطر التغير المناخي ويتسبب في نقص الموارد والغذاء .
الاخطر عند تعذر كبح تقدم التغير المناخي ليس التراجع النسبي في أمن الموارد وأمن الغذاء وانما في ما يتسبب به من ارتفاع في حرارة الارض الذي وصل حتى الان الى درجة مئويه واحده واذا ما زاد عن 1,5 درجه لن يعود الامر يتعلق بأمن الموارد وأمن الغذاء وانما بأمن آخر اكثر اهمية وهو أمن البقاء البشري .
عشرون دولة صناعية في العالم تتسبب في 80% من ارتفاع درجة حرارة الارض . الولايات المتحده والصين وحدهما تتسببان في 28% من هذا الارتفاع . ولا بوادر تلوح في الافق للالتزام بما تم الاتفاق عليه لخفض الغازات المسببه لرفع درجة حرارة الارض فإلى اين ذاهب العالم اليوم ؟