في مثل هذا اليوم نطق بلفور بوعده المشؤوم ..
في مثل هذا اليوم اعلنت انكلترا حكم الاعدام على الأمة الفلسطينية العربية فأتت ببدعة في التاريخ التي لم تسبقها عليها أمة من قبلها...وذلك بفصل فلسطين عن شقيقاتها الاقطار العربية الاخرى فكان عملها في ذلك قطع الرأس عن الجسد .
في ذلك التاريخ ارتكب الحلفاء أكبر جريمة عرفها التاريخ واساؤا الى مهد المسيحية وقبلة المسلمين الاؤلى ... وهكذا بينما كانت جنود العرب تسفك دمائها في سبيل نصرة الحلفاء وفي سبيل المبدأ ،وفي سبيل الشرف والاستقلال التام ،كان الحلفاء يحيكون في الظلام بشباك العبودية والذل والسوء لأهالي فلسطين فأجرموا بذلك الى الشرف والانسانية .
كتبت انكلترا كلمة الجلاء والموت على اهالي فلسطين وكتبت صك الحياة الى الشعب اليهودي المتمرد – الى شذاذ الآفاق من بولونيا وروسيا ورومانيا الى ذلك الشعب الذي مر عليه اكثر من الفي عام هائماً على وجهه في كل الاقطار المعمورة فجاءت انكلترا لتعيده الى ارض الاجداد لا بقوة ساعده بل بقوة جنودها واساطيلها .
واليوم ونحن نستذكر هذا اليوم من عرب ومسلمين ونبعث رسالة الى العالم أجمع مضمونها بأننا لا نزال أمة حية ولا زلنا نؤمن بالحرية والقومية والاستقلال . ونحن العرب والمسلمين أمة خالدة لا تقوى عليها الدهور ..
ونستذكر هذا اليوم لنبرهن للعالم اجمع بأن القضية الفلسطينية التي ندافع عنها هي قضية خالدة وعادلة وان القوة لا تستطيع ان تتغلب على الحق في نهاية المطاف .
الذكرى مؤلمة ولقد اعطى وعد بلفور الامة العربية والفلسطينية درساً قاسياً لنتعلم منه في الايام القادمة لا ليستولي علينا اليأس والقنوط ، ومات بلفور ولكن وعد بلفور لا يزال ، ولا زلنا نستذكر 2تشرين الثاني 1917م اليوم الذي حكم على الشعب الفلسطيني بدخول اليهود الى فلسطين وجعلها وطناً قومياً لهم ضاربة بوعودها وعهودها المكتوبة الصريحة للأمة العربية عرض الحائط... وبذلك حكم على شعب آمن في بلاده مطمئن في وطنه بالجلاء والتشريد والظلم .