مؤتمر (صورة الأردن في 100 عام) صورة أخرى لوفاء الهاشمية
د.هشام المكانين العجارمة
02-11-2021 10:34 AM
لم يفتأ قلمي نسيان الهاشمية جامعة المكان والإنسان ياسمينة الجامعات وأعطرها، إذ لا يغيب عنها قلمي إلّا ويعود إليها حنيناً وعشقاً ليتعطر بطيب إنجازاتها ورحيق مسيرتها، وهي القابعة بين أحضان الجندية بسالة وتفانٍ وعطاء، تزهو على أرض عشقنا جبالها والهضاب والسّهلا، فلا تلوموا القلم إن تغزّل أو أطرب، واعذروه إن قصّر أو أسهب.
أكتب عن الهاشمية اليوم وهي تحتفي بمئوية الدولة الأردنية بعقد مؤتمرها الأميز (صورة الأردن في ١٠٠ عام) وكأنها بعقدها لهذا المؤتمر تسعى لأن ترُدّ الفضل لأهله، ترُدّه للأردن بقيادته وشعبه، ومثلها أهلٌ لأن يقابل الوفاء بالوفاء؛ فهي إرادة القيادة ورغبة الشعب، فهنيئاً لنا بأم رؤوم لم تنسى بعطائها أرض العزم أغنية الظبى، أردن الهواشم منذ مؤسسها الأول- رحمه الله- مروراً بواضع دستورها -له المغفرات الطيبات-، وباني نهضتها -رضوان الله عليه- وصولاً لقائدها المعزز عبدالله الثاني بن الحسين -حفظه الله وولي عهده وأعز ملكه-.
أردن الآباء والأجداد، أردن الجباه الشامخة والسّواعد السّمر الذين صنعوا مجده وأرسوا دعائمه فكانوا نِعم من عملوا وصبروا وصابروا حتى كان لهم ما رغبوا وتمنوا، فكانت التضحيات الجسام والدماء الزكية التي لا يزال عبيرها عطر المكان في أرض بارك الله فيها وبارك من حولها، وهي جارة مسرى نبينا وحبيبنا وشفيعنا.
أردن الأبناء حاضر تقدمه وبناة غده ومستقبله، أردن المؤسسات والقانون عماد النهضة والعمل والإنتاج.
أردن الأشقاء وهو الحاضر دوماً لقضاياهم العادلة وحقوقهم المشروعة فكان الأردن لهم ولا يزل نِعم العون والنصير، لأجلهم يجود بما يحتاج إليه ومثله خيرُ من يؤثر على نفسه، حاله مع أخوته في العروبة والاسلام والإنسانية حال الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى.
أردن الحقيقة والمرآة وصورته حاضرة في الساحة الدولية والاقليمية رغم صغر مساحته ومحدودية موارده إلّا أنه الكبير بقيادته وتضحيات شعبه ومواقفه الثابتة الراسخة رسوخ الجبال الرواسي.
صورة الأردن نبيلة وسامية؛ إذ أنها صورة سماحة وايمان، صورة كفاح ونضال، صورة تآخي وتعايش مشترك، صورة مستقبل وديمقراطية، صورة وحدة قومية وقواسم مشتركة أزلية، صورة سلام وإنسانية، صورة عطاء وبناء، هذه صورة الأردن، وحري بصورة الأردن أن تُحفظ وتُدرّس، وحريٌ بها كذلك أن تُنشر وتُروّج، وأن تُصان ولا تُدنّس لتكون كما هي دوماً مُشرقة وزاهية يشهد لها كل من عاصرها أو قرأ عنها أو سمع بها فلا يعتيرها نقص أو يساورها شك أو حيرة.
صورة الأردن اليوم فضاءات رحبة في فِكر المشاركين في مؤتمر الهاشمية والحاضرين لجلساته المتعددة المتنوعة والمختلفة، وكأنها رايات خفاقة لجانب تلك الراية الوردية الجورية التي تعلو سواري الهاشمية أسوارها ومبانيها، رايات ترفرف بمسيرة ١٠٠ عام خلت من العطاء والانجاز، وسواريها ترنو لمئوية قادمة ملؤها الخير والعطاء والأمن والسلام في ظل القيادة الهاشمية المظفرة التي أخذت على عاتقها إكمال المسيرة بالحُبِّ والبناء سلاحها البذل والفداء لإنسان الأردن الأغلى والأسمى.
مؤتمر الهاشمية اليوم رسالة سلام وسمو ومكتوب محبة وعرفان للقائد والشعب من لدن جامعة تزهو باسمها وهي التي تحمل اسم أنبل العائلات وأرقاها،
جامعة حباها الله بطيب منسوبيها الكرام الغيارى، أصحاب النُبل المجيد والعطاء الفريد، ومثلها حريٌ بها أن تكون مدعاة للفخر والاعتزاز، وأن تكون مثالاً يحتذى لمسيرة عطاء متواصل.
فتحية السّلام لأهل السّلام لأصحاب القامات الندية أهل الفكر والعلم والمعرفة، أصحاب الأرواح الزكية والأنفس الراضية المرضية تحية ملؤها الاعتزاز بطيب صنيعهم وهم الذين أخذوا على عاتقهم أن تكون الهاشمية لا غيرها حاضنة المشهد، وهذا هو العهد بها كما العهد بطاقاتهم الخلاقة وأنفسهم التوّاقة، فطوبى لكل جُهد بُذل ليكون هذا المؤتمر في رحاب الهاشمية التي نُحب هدية مُزجاة- إلى جانب تقدم تصنيفاتها العالمية -من إدارتها وأسرتها لمسيرة كانت ولا زالت موضع الفخر والاعتزاز، وليكون فاتحة خير لقادم أجمل ومستقبل أطيب.
نهاية
طوبى لابن محمود ذاك حين قال:
على هواك اجتمعنا أيها الوطنُ
فأنتَ خافِقُنا والرّوح والبَدنُ
وإن تَعَدّد فينا لو أعْيُنِنا
فأنت أجملُ لونٍ صاغَهُ الزمنُ
تبقى الشواهد أنبل دوافع الكتابة
حفظ الله الأردن أرضاً وشعباً وقيادة