الاتجاه المعاكسالنائب يسار خصاونة
01-11-2021 05:50 PM
قلت لصاحبي وهو ينفث بدخان سيجارته ، اقرأ ما هو مكتوبٌ على علبة السيجائر حتى لا تتصاعد انفاسك مع الدخان ، صمت وقرأ : "احترس التدخين يدمر الصحة" ونظر اليَ نظرة ، ثم تناول سيجارة أخرى، وأشعلها وابتسم...حقيقة لم أعرف سر ابتسامته ، لكنه قال وهو ينفث دخان سيجارته ، أعرف ما يدور في بالك ياصديقي ؛ لكنني سأقول لك متسائلاً ، كم مرة يقرأ الناس عبارات تحذيرية مثل هذه العبارة ، وكم نقرأ ويقرأ المسلمون سوراً من القرآن ؟ ولكن هل حاول أحدنا أن يسترشد بما قرأ من آيات محكمات ، ويستجيب لنداء لخير فيها ، اعتقد أن الكل يقرأ ولا يتأثر ولا يعمل بما جاء فيها ، ويفعل مثلما أنا فعلت إمامك الآن ، ولكن أرجوك أن تكون صريحاً مع نفسك قبل ان تجيبني ، وقل لي لماذا نقرأ القرآن ونفعل عكس ما نقرأ ، ونتغافل ، عما نجده في القرآن وما جاء في آياته من هدي وهداية ، حتى لا نقع في الظلال ، وكأن الذي يكلمنا غير الله ، هذا ما أقوله دينيا ، وما أقوله سياسياً : فمنذ تشكيل الحكومات ، والرؤساء والوزراء ، يقرؤون ما تنص عليه كتب التكليف السامية وما يجب عليهم إتباعه ، ويحلفون على القرآن ، وعلى الإنجيل ؛ أنهم سينفذون كل ما جاء فيها ، وأنهم سيخدمون بإخلاص وعدالة ، لكنهم يخالفون كل ما جاء فيها ولا يتقيدون ولو بحرف واحد مما جاء فيها ، ويفعلون غير ذلك ، ولماذا نكتب النصائح وندعي خوفنا على صحة المدخنين ، وتقوم الحكومة بوضع القانون وفرض العقوبات على المدخنين ، وهي التي توفر هذه السلعة المدمرة لنا ، وتفتح باب الاستيراد لتحقيق الضرائب المحقق عليها ، ولا نقاطع أو نحتج على قرار متخذ ، لكننا ننتقد ونمارس عكس ما نقول من نصائح وعظات ، ولا نخجل من أنفسنا عندما نواجه مسؤولا كنا قد اشبعناه في غيابه شتما ، فنمجده ونعظمه مع أننا نعرف انه من أسباب الخراب والدمار لما أوكل إليه ، وعليه سأبقى أدخن يا صاحبي حتى أرى ترجمة لقول الله في أعمالنا ، وأرى الأمانة والصدق في فعل الحكومات مهما وطريقا للصلاح ، ثم قرأ بيتاً من الشعر : لا تنه عن خُلق وتأتي بمثله .. عارٌ عليك إذا فعلت عظيمُ ، وزاد قائلا كل ما يقال لغوا إذا لم يصنع الرجال ...وبادر ومن غير كلام إلى إتلاف علبة السجائر وقذف بها في سلة المهملات ، فهل نفعل مثلما فعل أم سنبقى تجار كلام نقول ولا نفعل. |
الاسم : * | |
البريد الالكتروني : | |
التعليق : * |
بقي لك 500 حرف
|
رمز التحقق : |
تحديث الرمز
أكتب الرمز :
|
برمجة واستضافة