المآلات والحل للازمة اللبنانية الخليجية
د.محمد جميعان
01-11-2021 01:45 PM
كانت التساؤلات ؛ ماذا استفاد لبنان من تصريحات وزير الاعلام اللبناني جورج قرداحي؟
وما حجم الخسائر على لبنان من هذه التصريحات؟
وكانت الاشارات واضحة منذ البداية ان الخليج سيما السعودية دول نفطية ذات وزن فاعل ومؤثر، ولديها مفاتيح اقتصادية هامة وعميقة، سيما الاستثمار والسياحة والودائع البنكية، اضافة للسياسية والدبلوماسية كبيرة جدا.
بينما لبنان يعاني من ازمات غير خافية على احد، وبحاجة ماسة وضرورية للدعم الخليجي في ظل الازمة الاقتصادية التي يعيشها، سيما توفر العملات الصعبة لتغطية نفقات استيراد الوقود من الخارج، وهذا في الحد الادنى اذ ان الحاجة الاقتصادية اكبر من ذلك بكثير..
حزب الله اصدر بيانا دعم فيه الوزير مباشرة بما تضمن من تصريحات، داعما بقوة عدم استقالة الوزير، تلاه بيان من حزب المستقبل هاجم فيه سياسات حزب الله والهيمنة الايرانية على لبنان، واشار فيه الى ما جاء على لسان امين عام حزب الله بان لديهم مئة الف مقاتل مجهزين وعلى اهبة الاستعداد للقتال.
تفاعلت الازمة بشكل سريع وقياسي، وصدر بيان سعودي اجمل خلاصة الازمة، رافقه اجراء اقتصادي وآخر دبلوماسي بسحب السفير من بيروت والطلب من السفير اللبناني مغادرة الرياض، وما اعقب ذلك من اجراءات مماثلة تقريبا من جل دول مجلس التعاون الخليجي.
في تقديري ان الموقف بعد البيان السعودي، وما تلاه من اجراءات من دول متضامنة اخرى، وربما هناك دول واجراءت اخرى اكثر واعمق ايضا ، ومعه اصبح الوضع مختلف تماما عما قبله،،
واعتقد ان الحل تجاوز استقالة او اقالة الوزير الى مضامين جوهرية ومفصلية تتعلق بعلاقات دولية ووضع حزب الله والهيمنة الايرانية في لبنان عموما.
ارى ان الاستقالة حتى للحكومة لا تقدم حلا بحد ذاته، ما لم يحدث تغيير منهجي، سواء جاء ذلك عبر جولات حوارية او اطراف أخرى، او بشكل مباشر؛ يتم فيه صياغة خطاب واستراتيجيات جديدة يتفق عليها، ولو بالحدود الدنيا كالعادة، يراعى فيه العلاقات اللبنانية الخليجية، والحد من الهيمنة الايرانية على لبنان، ومن ثم تشكل حكومة تتبنى ذلك بالكامل.