تصريحات ايهود باراك وزير الحرب الاسرائيلي التي يعترف فيها بانه كان لدى اسرائيل استراتيجية لاقامة الدولة الفلسطينية خارج الأرض الفلسطينية بالقوة لولا انسحاب قواته المهزومة من جنوب لبنان تحت ضربات المقاومة اللبنانية ، انما تدل على ان فكرة الوطن البديل كانت مبيتة منذ الثمانينات من القرن الماضي لربما قبل ذلك بكثير..
نحن نعرف ان الكيان الاسرائيلي العنصري قد قام على استراتيجية التوسع الاستيطاني على حساب الاراضي والمياه والثروات الفلسطينية والعربية..
ونعرف ان الدول الغربية الاستعمارية الكبرى قد تعاونت في زرع هذا الكيان في فلسطين وحده بجميع عناصر ومقومات الحياة الاقتصادية والتفوق العسكري لتمكين الحركة الصهيونية من تحقيق اطماعها شيئا فشيئا واولا باول بالعدوان وباستخدام القوة العسكرية..
ولقد ثبت بالتجربة العملية الملموسة خلال واكثر من ستة عقود ان الحكومات العسكرية المتعاقبة من اليمين العنصري الى اليسار الكاذب قد وضعت نصب عينيها اقامة دولتها اليهودية الخالصة من النهر الى البحر وابادة وتهجير الشعب الفلسطيني عن اراضيه وممتلكاته بالقوة وبالتطويق والحصار بدعم غير محدود من الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا والمانيا والدول التي تدور في فلكها..
وذلك لانها تريد ارضا بدون شعب آخر يقيم دولة اخرى الى جانب هذا الكيان العنصري البغيض..
من هنا نستطيع فهم وتفهم اسباب الحروب العدوانية الهمجية التي شنتها منذ الخمسينيات على الدول العربية المجاورة واسباب حملات القتل الجماعي والاعتقالات وسياسة القمع والتنكيل في صفوف ابناء فلسطين لاجبارهم على الهجرة والنزوح عن وطنهم الام..
ولانها لم تتمكن حتى اليوم من التخلص من الشعب الفلسطيني المتمسك بارض وطنه حتى الموت والذي يرفض النزوح والهجرة عن ممتلكاته ومنازله رغم ما يتعرض له من اشكال البطش والمعاناة التي لم يتحملها اي شعب آخر من شعوب الدنيا ، فانها ظنت واهمة طبعا بانه يمكن التخلص من الشعب الفلسطيني من خلال اقامة دولته خارج أرضه.
وهذا الحلم او الوهم المعشش في رؤوس قادة اسرائيل الخربة والمريضة لم يغادر نواياهم وعبروا عنه مرارا ودائما في ممارساتهم وسلوكهم وتصرفاتهم المأفونة..معتمدين في ذلك على دعم الولايات المتحدة والدول الغربية الاستعمارية الكبرى التي كانت ترى في اليهود شعبا مضطهدا ذليلا ومعرضا دائما لاضطهاد وتنكيل الشعوب الغربية.. فارادت ان تقيم له كيانا على ارض فلسطين وفي قلب الوطن العربي ليكون ذراعها الضاربة ضد اي دولة عربية تريد النهوض والتقدم والازدهار لشعبها وتزيد حماية ثرواتها وسيادتها واستقلالها..
وذلك رغم ان هذا الكيان بعد ان امتلك القرارات العسكرية المتقدمة زادت اطماعه التوسعية وتحول الى كيان عدواني يهدد الامن والسلم في المنطقة وفي العالم..
بل ويتسبب في تهديد المصالح الاستعمارية الغربية في المنطقة على اي حال ان حلم او وهم ايهود باراك ورفاقه من اصحاب الرؤوس المريضة لن يتحقق ولن يرى النور ابدا.