لم تكن الأمة الماجدة لتهنأ او ترقى وتصعد رآيتها في أعالي الذرى دون جيل ناهض واع مقتدر يحمل شارات العلم والمعرفة والعمل المميز والسعي نحو طموح سام وخالد يرفرف فوق الجبين ويتوج بالابداع والابتكار والتجديد.

الشباب طاقة وحزمة من النشاط والإنجاز والتطلع نحو مستقبل مشرق يرفع مقام الأمة ويعلي شأنها ويصنع حاضرها ويرتب لمستقبلها مطفئا أخطاء الماضي ومتجازوا لها واخذا العبر والدروس من الاخفاقات والزلات والرواسب البائدة

ان شحذ همم الشباب وتأمين متطلبات نيل العلوم والمعارف ووضع برامج التدريب اللازمة لتطوير قدراتهم وفتح الآفاق أمامهم وتأمين مستلزمات العمل وبرامج التطوير ووضعهم في الامكنة المناسبة لهم لهو وسيلة لغاية جليلة نستلهم منها رفع قدرات الامة في مجال صناعة مستقبل زاهر يزخر بالصناعات المتقدمة وتطوير التقنيات الحديثة لتكون متميزة وذات اثر فعال في تحقيق الانجازات العظيمة.

لن يتحقق هذا إلا باحترام وتقدير هذا الجيل الذي سيولد جيلا بعده مسلحا بالامكانات والقدرات والخبرات المكرسة لتطوير جميع المجالات الزراعية والصناعية والتقنية والعسكرية تؤدي إلى خلق دول قوية مهابة لديها الإمكانية لتكون مستقلة لا تابعة ورائدة لا متخلفة ومعطية لا آخذة.

ولكن طمس الشباب وطاقاتهم وإهمال طموحاتهم وتركهم لهموم البطالة والفقر والانحراف والانشغال بتوافه الأمور كفيل بأن يحطم الأمة ويقضي عليها قضاء مبرما.

ان هذا المنحى يتطلب أعمال العقل والفكر والسير بخطوات حثيثة وبرامج مدروسة ضمن خطة شاملة للاستفادة من طاقات الشباب وتوجيه المتفوقين منهم نحو حاجات الأمة ومشاريعها المستقبلية حتى لا تصدأ قلوبهم وتنطفىء طموحاتم عبر توسيد الأمر إلى اهله بعيدا عن صلات القربى والنسب والجهوية والمصلحية والمحسوبية والتنفيع وشراء الذمم والتدليس.

ان النزاهة والشفافية في التعامل مع الشباب واجلاسهم في الأماكن التي يستحقون هو سلاح الأمة الماضي وعزيمتها الواعدة.