خيارات مكلفة دفاعا عن الاردن
فهد الخيطان
25-06-2007 03:00 AM
* الاوهام تبددت بعد انكشاف النوايا الاسرائيلية وانهيار المشروع الوطني الفلسطينييشكك خبراء اجانب واسرائيليون بحقيقة موقف حكومة اولمرت الجديد من السلطة الفلسطينية بعد انهيار حكومة الوحدة وتولي سلام فياض رئاسة الوزراء.
وفق تحليل هؤلاء الخبراء فإن اولمرت غير معني على المستوى الاستراتيجي بشريك فلسطيني قوي, ما يسعى اليه هو استثمار التطورات الجارية في الضفة وغزة لاضعاف الفلسطينيين اكثر وتكريس الانفصال بين شطري الدولة الفلسطينية المنشودة ويأتي الدعم الاقتصادي والسياسي لسلطة عباس في سياق نظرية الاضعاف.
وفيما يعتبر الجانب العربي »المعتدل« التغييرات الاخيرة في السلطة الفلسطينية فرصة سانحة لاستئناف مفاوضات السلام من جديد بما يفضي في نهاية المطاف الى اقامة دولة فلسطينية مستقلة ينظر المحللون الاسرائيليون بقدر كبير من الشك ازاء نوايا اولمرت الحقيقية الذي بدأ يتذرع منذ الآن بالحرب على »الارهاب في غزة« كما يسميه كاولوية على سواها من التحديات.
واسرائيل المسكونة بالهاجس الامني غير واثقة ابدا من قدرة السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية على ضبط الامن في المستقبل وهي لا تستبعد انهيارا واقتتالا داخليا على غرار ما حدث في غزة. وعلى المدى المنظور لا تجد اسرائيل نفسها مضطرة للقبول بالشروط الدولية للسلام في المنطقة اي دولة فلسطينية مستقلة ولم يعد العرض العربي بتطبيع شامل مقابل سلام عادل مغريا لاسرائيل ما دامت قادرة على بناء علاقات سرية او علنية مع العواصم العربية بشكل انفرادي.
يتكرس في اسرائيل اليوم الاعتقاد بالخيار الاردني الامني كبديل ملائم لمستقبل كيانهم. الانقسام الفلسطيني الحاد وغياب البرنامج الموحد والمواجهة الدموية بين ابناء الشعب الواحد اثارت مخاوف الاسرائيليين اكثر تجاه جار المستقبل وهناك من يرى حتى في اوساط اليسار الاسرائيلي ان فكرة الدولة الفلسطينية مغامرة تُعرض امن اسرائيل للخطر وثمة من يطالب صراحة بالكف عن دعم عباس واضعاف سلطته واثارة حالة من الفوضى »المحدودة« تجبر الاردن على التدخل لحماية نفسه ثم يعلق الى الابد هناك.
الاردن يشعر بخطر جدي من المستقبل في الضفة الغربية والاوهام التي سادت لفترة تجاه موقف اسرائيل من الاردن تبددت تقريبا. وحلّت مكانها المخاوف والشكوك ليس تجاه نوايا اسرائيل فقط وانما تجاه واشنطن ايضا التي لم تمارس اي ضغط على اسرائيل لاستئناف عملية السلام.
ووسط حالة الفوضى التي تسود المنطقة جراء السياسة الامريكية والمخاوف الجدية من حرب جديدة ضد ايران لم يعد امام الاردن هامش يذكر للمناورة الدبلوماسية.
لاعتبارات مفهومة ومنطقية لا يستطيع الاردن ان يتخلى عن دوره في عملية السلام وبذل اي جهد ممكن لانجاز اتفاق تاريخي يكرس قيام دولة مستقلة للشعب الفلسطيني.
لكنه في ذات الوقت مستعد او هكذا ينبغي لتبني خيارات مكلفة للدفاع عن كيانه ودولته في مواجهة سيناريو الحل على حسابه.
لغاية الآن يشعر المراقب بالاطمئنان تجاه الموقف الرسمي في مواجهة الضغوط المحتملة على الاردن لكننا نحتاج الى توجيه استراتيجي شامل يجسر بشكل متين بين الدولة والشعب ويفضي لخطاب وطني شامل لا يحتمل التعددية او الاجتهاد بما يسمح باتخاذ كافة الاجراءات الكفيلة بتحصين الاردن داخليا واقليميا في مواجهة المؤامرات.
فهناك استحقاقات لا بد منها اخلاصا لهذا التوجه يقع جانب منها على عاتق الدولة واخرى ..