عبثية جورج قرداحي تأخذ لبنان الى المجهول
السفير الدكتور موفق العجلوني
01-11-2021 08:56 AM
نتألم لما يحدث للشقيقة لبنان، هذه العروس الغناء التي كان الكل في عالمنا العربي ينشد ودها والتقرب منها، وقد فرح اللبنانيون والعالم العربي لا بل والعالم باتفاق الطائف بعد معاناة استمرت منذ عام ١٩٧٦.
هل لبنان بحاجة الى عبثية السيد جورج قرداحي والذي يحظى بسمعة طيبة على المستوى الإعلامي. هل ينقص لبنان المزيد المزيد من العبثيات التي يعاني منها، وها نحن نرى الشعب اللبناني الذي كان في قمة الحضارة والتقدم والرقي، أصبح غير قادر على سد الرمق، وأصبحت الليرة اللبنانية بسعر التراب.
الوضع اللبناني في ظروفه الحالية يبشر بكل معطيات التشائم. هل اتسم الرئيس ميقاتي بالحكمة والعقلانية باختيار وزرائه والتأكد من خلفياتهم والتي تحمل طابع خلافي ربما له تداعيات سياسية، ام كان خاضعاً للأملات الطائفية وتكريس النزاع في لبنان. اذا كانت عبثية الوزير جورج قرداحي ستأخذ لبنان الى الجحيم بعد الاجواء الجهنمية التي تعيشها والوضع المزري والمؤلم، لماذا نأتي بجورج قرداحي المعروف بالمعيته من مملكته الإعلامية ونضعه في هذا المأزق، ونزج لبنان في مازق اخر مع العائلة العربية الأقرب الى للبنان..!!!" ويصبح هذا الإعلامي البارز المحبوب صاحب من يربح المليون، وصاحب اكبر عبثية قد تأخذ لبنان الى المجهول بعبثتيه الإعلامية "ويخسر لبنان أهم علاقاته الثنائية مع المملكة العربية السعودية و دول مجلس التعاون.
الم تلد لبنان اعلامياً بارزاً يمثل لبنان بدون حساسيات وخلفيات عبثية، بعيداً عن المحاصصة الطائفية، لبنان معروف بقاماته اللبنانية الإعلامية الوطنية والتي تحظى باحترام على مستوى لبنان والعالم العربي والعالم. الم تلد لبنان قامات وطنية هدفها فقط لبنان ومصلحة اللبنانيين بغض النظر عن طوائفهم واتجاهاتهم. فلبنان الخير لكل اللبنانيين، و العكس صحيح، والخاسر الأول والأخير لا قدر الله هو المواطن اللبناني .
جورج قرداحي صاحب من يربح المليون، يبدو لي انه جاء وزيراً ليس من فراغ وانما بعد مداولات ومشاورات مطولة لتشكيل حكومةِ لبنان وبعد تقسيم الكعكة اللبنانية السياسية استناداً الى مرجعيات لبنان المعروفة لكل وزير. وجورج قرداحي ليس غريباً عن اتخاذه مواقف ليست نمطيةً بالعرف اللبناني وهو ليسَ الوزير الآتي من ضباب، بل من شهرة إعلاميٍة وحسابات لبنانية حزبية لا تخفى على أحد كما أشار أحد الإعلاميين في لبنان.
هل رئيس الوزراء اللبناني ميقاتي يجهل تاريخ الاعلامي جورج قرداحي وهل دقق في ماضيه " العبثي " وفيما فعل وصرح سابقاً لتلافي أي احراجات للبنان في المستقبل. وهل كان هنالك ما يلفت انتباه المسرح السياسي اللبناني بما يكفي لتجنب تعيينه، أو أن هذا السيناريو تم صياغته من أطراف معينة داخلية وخارجية لتولي منصب هام قادم، ام كانت عملية تفخيخ بانتظار تفجيرها في الوقت المناسب.
الخطأُ المركب باعتقادي هو التعيين بدون دراسةٍ للخلفيات، خاصةً ببلدٍ مثل لبنان يمر بما يمكن أن نصفهُ بالكارثةِ الخلاقة داخلياً وخارجياً. ثم تشبث السيد قرداحي بتمسكه بحقيبة الاعلام الوزارية والتأكيد على ان استقالته غير واردة، تتفاقم الأزمة اللبنانية الخليجية وبغض النظر عن السبب المعلن أو غيرهِ من الأسباب. هل أدرك السيد جورج قرداحي خطورة وجوده وزيراً على الوضع اللبناني الخليجي والعربي إضافة الى الوضع اللبناني الداخلي المتأزم. و كيف لهذا الإعلامي الذكي في موقعه الحساس يغرد خارج سرب الحكومة اللبنانية التي تنزف من كل أطرافها، و هذه التغريدات تزيد من النزيف اللبناني و تتفاقم الجروح الى درجة ان تتطور الى جروح مزمنة يصعب علاجها .
في الاعلام الرأي واحد و لا فرق بين رأيك الشخصي و رأيك عندما تكون في الحكومة و تتمسك بوجهة نظرك ( بعبثيتك ) . و بالتالي اما ان تعتذر و تقلب الصفحة ٣٦٠ درجه، واما ان تستقيل محتفظاً بعبثيتك . لبنان أهم من كل الأشخاص واهم من كل العبثيات وأهم من كل الوزراء والمستوزرين. لبنان يستحق ان يضحي الجميع من اجل الشعب اللبناني لبنان العرب . ويستحق لبنان استقالة كافة وزراء الاعلام العرب اذا كان الامر يصب في مصلحة امن واستقرار لبنان و عودته الى أيام " سويسرا العرب ".
مصلحة لبنان هي قبل كل شىً و اذا كان الخيار بين ترك لبنان تتجاذبه العواصف و التيارات الجارفة ، و بين شخص ما ، فالحل سهل و بسيط هو استقالة السيد جورج قرداحي، وتصحيح ما شاب العلاقة اللبنانية السعودية من شوائب خلال الفترة الماضية والعمل على استعادة العلاقات والروابط التاريخية بين لبنان واشقائه العرب. عندها ربما تعيد المملكة العربية السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، ولي عهده الامير محمد بن سلمان ودول مجلس التعاون النظر في العلاقات اللبنانية السعودية الخليجية. والعمل على ارض الواقع والبعد كل البعد عن ما يعكر صفو العلاقة مع المملكة العربية السعودية، والرفض القاطع الى كل ما يسيء للعلاقات الاخوية العميقة مع المملكة العربية السعودية والتي وقفت الى جانب الشعب اللبناني دائما في مواجهة تحدياته الكبيرة على مدى عقود طويلة، ويجب حقيقة ليس نظرياً ولكن على ارض الواقع تمسك لبنان بكل الروابط الاخوية المتينة، والسعي الدؤوب من اجل الحفاظ على افضل العلاقات الاخوية مع المملكة العربية السعودية و دول مجلس التعاون الخليجي.
وخلاصة القول الحل واحد من اثنين لا ثالث لهما، اما استقالة السيد جورج قرداحي طوعياً، أو اقالته، او إستقالة الحكومة اللبنانية وتشكيل حكومة جديدة كما أشار رئيس الوزراء الاسبق السيد سعد الحريري وشخصيات لبنانية معروفة.
الرئيس ميقاتي معروف بدبلوماسيته، وبالتالي عندما طلب من السيد جورج قرداحي الاختيار بين مصلحة لبنان ومحيطها العربي وعبثتيه، يبدو ان جورج قرداحي اختار عبثتيه. وبالتالي هذا مؤشر خطير ومدلول اخر ان السيد قرداحي قادم لموقع أكبر بكثير من موقعة الإعلامي كوزير اعلام، ويبدوا بدعم من مجموعات ضغط لبنانية وربما خارجية لها كل التأثير على المجريات السياسية في لبنان.
جورج قرداحي تقول فراستي القابلة للخطأ والصواب، انه جيء به... والله أعلم ليكون الرئيس اللبناني القادم خلفاً للرئيس عون، ولكن يبدوا ان العبثية هي حجر العثرة التي ربما تأخذ لبنان الى المجهول، وهذا ما لا نرضاه الى لبنان الشقيق.