ان سلامة الغذاء والدواء هو من البديهيات التي لا تقبل الجدل النظري بقدر ما تخضع لأدوات ومقاييس و تحليلات عملية يجزيها المختصون بأمانة ونزاهة وحيادية دون الاكتراث بتدخلات خارجية او ضغوطات او تهاون راجع إلى المحسوبيات والوساطات والرشاوى من أصحاب البطون الجرباء الذين ينشدون الثراء بعيدا عن صحة المواطن ومصلحة الوطن.
ان التعاطي مع هذه القضية ينبغي أن يخضع لاسس علمية دقيقة لا تقبل المساومة لأنها قضية تتعلق بمصلحة الدولة في عدم تعريض مواطنيها للأمراض الناجمة عن سوء الغذاء والدواء والتي تلقى بظلالها وأثرها على ارتفاع فاتورة التعامل مع الأمراض والكلف العالية لمعالجتها.
تصريحات السيدة سناء قموه المديرة السابقة للغذاء والدواء في المؤسسة العامة للغذاء والدواء وهي شخصية مختصة في هذا المجال لا يمكن ان يكون من فراغ او مجرد نكاية بأحد لأنها تدرك تماما ان الامر خطير وان اقوالها محسوبة عليها وتتحمل مسؤوليتها ان ثبت عكسها.
ومن هنا فالأمر ينبغي أن لا يكون سجالا او برفع العصا لاسكات هذا الرأي او ذاك وإنما ينبغي فتح هذا الملف والتحقيق به من جهة مختصة محايدة لبيان الحقيقة ومعالجة الخطأ ان وجد ونحن نعلم ان بلدنا يستورد ٨٥٪ من غذائه من الخارج ومعظمه مصنعا او معلبا او مجمدا او مزروعا وان عمليات التصنيع والزراعة تخضع لتقنيات معينة وإضافة مواد حافظة ونكهات صناعية او مبيدات حشرية لها تأثيرها على جودة الغذاء ومدى صلاحيته للاستهلاك ضمن نسب مقررة عالمية ومقاييس معتبرة.
هذا الملف قديم وجديد ولا بد من حسمه بأسلوب علمي يضمن سلامة ما نستهلكه وان لا يكون له آثار سلبية على الصحة العامة.