بمناسبة مئوية الدولة انتجت وزارة الثقافة بعض التقارير المصورة الوثائقية واحدها يتحدث عن حكاية اغنية للفنانة سلوى العاص حملت اسم "تخسى ياكوبان"، وهي حكاية يعرفها البعض، والملفت في القصة ان صاحب فكرة الاغنية وكاتب مطلعها هو رئيس الوزراء انذاك الشهيد وصفي التل.
لكن الحكاية الحقيقية ان الاغنية في ذلك الوقت كانت سلاحا للدولة في مرحلة سياسية صعبة، وكان الهدف التأكيد على مكانة الجندي والجيش ورفع معنويات الجميع.
وفي القصة ان الشهيد وصفي التل استدعى الشاعر حسني فريز رحمه الله واعطاه مطلع الاغنية وطلب منه ان يكمل تأليفها بقوله "دبر راسك"، وكوبان كلمة كردية تعني الرجل النذل والمنبوذ وقليل المرؤة.
اما اللحن فكان للفنان الراحل جميل العاص والأداء للفنانة سلوى، وكانت الاغنية التي كانت في زمنها وما بعده نشيدا وطنيا يخدم الدولة في مرحلة كانت صعبة وقلقة.
الحديث ليس عن وصفي رحمه الله وهو يستحق دائما الحديث عنه، بل عن تلك الروح التي كان يتعامل بها مع مشكلات الدولة ويبحث عن كل سلاح يحارب به حتى الاغنية لدرجة ان يكتب مطلع اغنية ويشرف على كتابتها والحانها والغناء ليس بحثا عن الطرب بل بحثا عن وسيلة لتقوية الجبهة الداخلية ورفع الروح المعنوية.
هو الهم والروح التي لم تغادر الشهيد وصفي وأمثاله، وهي الروح التي ساهمت في ان يتجاوز الاردن تحت قيادة الحسين رحمه الله اصعب المراحل يوم ان كان الاردن محاطا بالخصوم.
الروح هي التي تحول الانسان الى مقاتل في اداء واجبه، وهي الروح التي تصنع من الجندي بطلا، وتصنع من المسؤل رمزا، وتجعل حتى لاعب الكرة في الملعب يحول الهزيمة الى انتصار.
الروح كلمة السر، وبدونها فكل الامور تتحول إلى روتين، وكل المواقع الى ادوار عادية، ودونها نفتقد الشهداء والمخلصين والرموز.
هي الروح التي يجب ان نبحث عنها في كل الاشخاص الذين تمنحهم الدولة ثقتها في كل المواقع حتى اقلها تراتبيه وظيفيا.
في بلد مثل الاردن اينما تذهب ستجد الكثيرين من حملة هذه الروح حتى اولئك الذين لانسمع الا صوت غضبهم او حديثهم الناقد ،فالروح الطيبة هي التي تصنع الغيرة على البلد واهله وكل فرد يعبر بطريقته، وحتى وصفي رحمه الله عبر عن غيرته على بلده بالسعي لصناعة اغنية ترفع معنويات الناس وتمجد العسكرية ،وعبر يوم ان سقط شهيدا، ومثله قوافل شهداء الاردن في فلسطين او في مواجهة الارهاب ،او ذلك الموظف الذي يرفض ان ياخذ رشوة حماية لنظافة لقمة أبناءه.