على الأغلب تعرفونها قصة ذلك الرجل الذي استوقفه سائح أجنبي، وسأله بلغة غير العربية عن مكان ما، كان ينوي زيارته. استمع الرجل للسائح دون أن يفهم شيئا، ثم قال له:
- والله ما فهمت ولا حرف من اللي قلته، لكن احتياطا، يلعن أبوك انته.
والمسبّة هنا مخففة عن تلك الواردة في النسخة الأصلية من النكتة الشعبية المتداولة، وذلك لأسباب تعلمها الإدارة.
هذا ما يحصل عندما نتكلم مع بعضنا ونحتج ضد بعضنا، ولا يفهم أحدنا على الآخر، فلا يجد أمامه سوى أن يقول:
- والله ما فهمت ولا حرف من اللي قلته، لكن احتياطا، يلعن أبوك انته.
هذا ما حصل في العقد الماضي في العالم العربي ويحصل حاليا في بعض الدول، حيث المظاهرات سلمية، تطالب بالخبز والديمقراطية، لم تفهم بعض الحكومات على الشعوب التي تعاني من الفقر والبطالة، والشعب يدرك تماما أن الفساد هو الذي يحرمه من حق العمل والمسكن والتعبير عن الذات. يحصل الشاب مثلا على شهادته الجامعية، ثم يفشل في الحصول على حائط يعلقها عليه.
فما كان من الحكومات المناوبة آنذاك، ألا أن عصّبت عليهم وقالت:
- والله ما فهمت ولا حرف من اللي قلتوه، لكن احتياطا، يلعن أبوكو إنتو.
لكنها-أقصد الحكومات -لم تنس قبل أن تدير ظهرها لمطالبهم أن تغمر خلسة بعض قياداتهم بالسمن والعسل والمناصب طبعا .... وهذا ما حصل.
عزيزي القارئ، أتمنى، وبعد أن تقرأ مقالي، ألا تقول:
- والله ما فهمت ولا حرف من اللي قلته، لكن احتياطا، يلعن أبوك انته.
الدستور