نحو تحرك عربي عاجل ومتوازن
سلامه العكور
25-06-2007 03:00 AM
بمنأى عن اتهامات التخوين الخطيرة المتبادلة بين حركتي حماس وفتح او بين سلطتي الضفة الغربية وقطاع غزة ، فان ما شهدته غزة من احداث دراماتيكية عاصفة قد اثلجت صدور اركان الحكومة الاسرائيلية والادارة الامريكية ، مع دول المجموعة الاوروبية ، فسارعت الى استغلال هذه المناسبة الكارثية الجلل بالنسبة للشعب الفلسطيني وقضيته العادلة من خلال اعلان الانحياز والتأييد وبحماسة محسوبة لسلطة حركة فتح ولحكومة الطوارئ التي اعلنتها ولجميع الاجراءات المتسارعة التي اتخذتها والتي ستتخذها كالاعلان عن انتخابات رئاسية وتشريعية على امل اقصاء حركة حماس عن السلطة مثلا....كما سارعت الى التعهد بكسر الحصار عن الضفة الغربية وتقديم الدعم المالي والسياسي لسلطتها الشرعية هناك !!...
فحكومة اولمرت رأت في السلطة الفلسطينية بعد احداث غزة شريكا مناسبا جدا لاستئناف المفاوضات ، وكذلك واشنطن والعواصم الاوروبية ...
علما انها قد تنكرت لها ورفضت التفاوض معها لردح من الزمن ...
كما حاصرتها وعملت على تجويع شعبها ...
اما قطاع غزة ففي منظور واشنطن والعواصم الاوروبية وبعض العواصم العربية فيكفيه مساعدات انسانية كالغذاء والدواء في ظل سياسة الحصار والعزل الاسرائيلية اللاانسانية!!...
ان هذا كله من شأنه تعميق الفجوة بين حركتي حماس وفتح وتأزيم الوضع السياسي والامني المأزوم اصلا بينهما... وبالتالي خلق معطيات جديدة غير مريحة قد تحول دون رأب الصدع بينهما ويجعل تحقيق الوحدة الوطنية امرا في غاية الصعوبة...
انَ ما قامت به حركة حماس في قطاع غزة من اعمال دموية ضد حركة فتح للتفرد بالسلطة هناك منهج غير مسبوق في حركات التحرر الوطني الناجحة والمظفرة ...
لذلك لا يجوز النظر اليه بعين الرضا ابدا ...
وبمنأى عن احداث الاقتتال بين حركتي فتح وحماس التي سبقت اتفاق مكة المكرمة وحكومة الوحدة الوطنية والتي كان من اهم اسبابها ودوافعها هو هدف الاقصاء والتفرد بامتيازات السلطة او بعدم التنازل للاعتراف بدور الاخر، وبحق او بدون حق ، فان الواقع الجديد المحزن لتجزئة الشعب الفلسطيني من خلال سلطتين احداهما في قطاع غزة والثانية في الضفة الغربية ، وكذلك تجزئة فصائل وقوى المقاومة الفلسطينية لا يجوز السكوت عنه او الوقوف مكتوفي الأيدي حياله... وبخاصة من قبل الدول العربية وقواها الناشطة الحية ...
ان تحركا عربيا سريعا وجادا وقبل فوات الاوان يجب ان ينهض بقوة وحزم وبمسافة واحدة مع حركتي فتح وحماس لاعادة بناء اللحمة وتحقيق المصالحة النضالية بينهما على قاعدة لا غالب ولا مغلوب ، ولا منتصر ولا مهزوم ...
ففي مراحل النضال الوطني لحركات التحرر الوطنية ، فان اي انقسام بين اخوة السلاح في المواجهات السياسية او العسكرية مع العدو يعتبر فعلا شائها يشوه صورة الحركة الوطنية ، ويشل النضال الوطني ، بل وقد يجهضه ايضا....
يجب على الدول العربية عدم اللحاق او الانخراط في الزفة مع الادارة الامريكية والدول الاوروبية لتأييد طرف فلسطيني ودعمه ومحاصرة وعزل الآخر ... او لتقديم الدعم المالي بسخاء والدعم السياسي بدون تحفظ لطرف وتجويع الاخر ....
فمجرد السكوت العربي على هكذا سياسة اسرائيلية -امريكية واوروبية هو اسهام خطير في اجهاض النضال الوطني الفلسطيني وتفريط بالقضية الفلسطينية ...
وبالمناسبة ينبغي التأكيد على ان اي انتخابات رئاسية او تشريعية قبل المصالحة الوطنية المطلوبة بالحاح شديد والتي تمليها المصلحة العليا الوطنية للشعب الفلسطيني وقضيته العادلة ، تعتبر مغامرة غير محسوبة قد تلحق الضرر الفادح بحركة النضال الوطني الفلسطيني ولصالح اسرائيل والدول الغربية المنحازة لها ....