قف ايها الظالم يوما على عتبات المقابر وتأمل في حجارة قد احاطت بتراب يغطي الحناجر ويملأ العيون ذرا بعد أن كانت أصحاب منابر ونخرت الآذان والأنف وكل المعابر ورقدت في سبات ونوم يملأ الدفاتر وتحللت اجسادها في ظلام وحواسر وأكلت لحمها ديدان وغابت عنها المآثر.
تكبرت حتى علت رأسك النوادر وتغطرست حتى تغطيت بالمآزر ونلت دعما من كل سيء مؤازر ولبست ثيابا وثيرة وحمتك الكواسر واحطت نفسك بالبغاة ونجوت من كل المخاطر ومشيت الخيلاء وبنيت القناطر وزفك المنافقون وتفننوا في المظاهر.
تظاهرت بالود وقد ارتكبت المجازر وأكلت أموال الناس ظلما وقد رصدتك المجاهر وملأت بطنك بالدراهم والجواهر وتنعمت في كل صبح ومساء أمام النواظر وجمعت الأموال من كل حدب دون مراعاة المشاعر وتماديت في الظلم ولم تأبه بالخواطر.
اقمت في وكرك كالضباع الكواسر وبحثت عن الفريسة وسقتها جلبا وكره ' حتى لا تراك النواظر وآثرت نفسك وطغيت حتى ملأت العنابر.
ايها الظالم انظر إلى من قبلك فقد ماتوا ووضعوا في الحفائر وتركوا الأموال مكدسة ولم يألفوا الا الصغائر ولاحقتهم لعنات الحرائر ودعوات المظلومين وقبح الكبائر. عد إلى رشدك ودع عنك الدواهي وخرق السرائر قبل فوت الأوان وانقضاء زمن الأوامر.