سفراء اسرائيل .. واتصالات لم تعد سرية!
ماهر ابو طير
05-07-2010 05:24 AM
يكتشف الاردن في ثلاث مرات في ثلاث زيارات رسمية لمسؤولين كبار لدول اجنبية ، ان اسرائيل سبقت الاردن ، قبيل الزيارات ، وحرضت عواصم هذه الدول طالبة منها عدم التعاون مع الاردن نوويا.
ثلاث عواصم ابلغت عمّان خلال هذه الزيارات ان السفير الاسرائيلي في تلك الدول حذر مسبقا من التعاون مع عمان ، بالاضافة الى اتصالات من تل ابيب ، حرضت فيها على الاردن. احدى رسائل التحريض ما قاله الاسرائيليون ان اقامة المفاعل النووي الاردني في العقبة خطير ويهدد ايلات وسياحتها وامنها في حال حدوث اي مشاكل للمفاعل ، وهي رسائل تمت مكاشفة الملك بها خلال زياراته.
اقامة المفاعل في العقبة لها علاقة بالحاجة لمياه البحر ، من جهة ، وربما ايضا لاسباب امنية حتى لا تقدر اسرائيل على ايذاء المفاعل ، لان تفجيره سيرتد على مناطق يتواجد بها اسرائيليون ، واذا عدنا الى تفجيرات العقبة الاخيرة ، والصواريخ التي سقطت على العقبة ، لفهمنا الرسالة الاسرائيلية التي تريد ان تقول للعالم ان منطقة العقبة غير آمنة ، وانها غير مؤهلة لاقامة المفاعل ، وهذا دليل اخر على ان الصواريخ مجهولة النسب ، جاءت من عند الاسرائيليين ، وان انكروا ابوتها.
لا يُصدق البعض ان العلاقات مع اسرائيل هي من باب "كف الشر" والبعض يظن ان الاردن مرتمي في احضان اسرائيل ، لانه يحب ذلك ، والقصة ليست كذلك ، ورغم معاهدة السلام والصلات التي سبقتها ، الا ان عيون اسرائيل تقدح شررا على الاردن ، لاعتبارات كثيرة ، وهم يريدون ان يبقى الاردن ضعيفا بين الحياة والموت ، يزحف على بطنه ، ولا يستطيع ان يفكر الا في مصروف يومه ، ويضعون الاردن وشعبه وثرواته في قمة اولويات الاستهداف.
حتى قصة عراقيل مياه الديسي خلفها اسرائيل التي لا تريد اخراج هذه المياه ، لانها تسحب من هذا الحوض من جنوب فلسطين المحتلة ، دون ان تعلن ذلك ، واسرائيل تحرض سرا وعلنا على المشروع ، وكلما اقتربنا من المشروع ، حدثت عراقيل مفاجآة ، واسرائيل ذاتها تشوش على سمعة مياه الديسي بأنها ملوثة بالاشعاع ، على الرغم من اراء لخبراء يقولون ان اسرائيل تستفيد من الحوض عبر حفر ابار بطرق كثيرة في مناطق محاذية للحوض.
اسرائيل لا يمكن ان يؤتمن جانبها ابدا ، فيما العلاقات مع واشنطن لا تخرج عن سياق التوافق مع ما تريده تل ابيب ، وليس ادل على ذلك من اعتراضات واشنطن على تخصيب الاردن للوقود النووي ، ولا بد هنا ان يقال ان "كنز اليورانيوم" الاردني يثير جشع اسرائيل وطمعها ، وهي تتمنى لو تتمكن من اخذه وابتلاعه.
كل علاقاتنا مع واشنطن وتل ابيب لا تعني ان الاردن في مأمن من شرهم وشرورهم ، وهذا البلد الغني بالثروات من النفط والصخر الزيتي والنحاس في محمية ضانا ، وهي قصة اخرى ، بالاضافة الى الماء واليورانيوم والزراعة والسياحة ، وغير ذلك من ثروات ، يراد له ان يبقى ضعيفا ، واهنا بحاجة لمساعدات لان اسرائيل تطمع في كل هذه الكنوز ، وتريدها لنفسها ، في مخططها الاستراتيجي.
لن نكون يوما "سمن على عسل" مع اسرائيل ، لان السمن الاردني اصيل وبلدي ، فيما العسل الاسرائيلي مغشوش وحارق وقاتل ايضا.
كنوز الاردن لا تريد اسرائيل لها ان تخرج ، وهذا يعني ان مخططهم يحمل الاسوأ.
التاريخ : 05-07-2010