facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




الوزير


علي الزعتري
30-10-2021 09:21 AM

الوزير من الوزر، أي من ينغمس في الوزر، أو من يحمله نيابةً عن غيره. و الوزر ليس بالضرورة أن يكون من الذنب، بل هو الحِمْلْ الثقيل الذي تنوء به النفوس. و الوزير هو من يحمل هذا الحِملْ و عليه أن يكونَ أَهلاً له. و كَمْ من كان و كَمْ من لم يكن.

الوزير جورج قرداحي الذي للحظةِ يتولى منصب وزير الإعلام بالجمهورية اللبنانية، صارَ وزيراً بعد مشاواراتٍ ماراثونيةٍ لتشكيل حكومةِ لبنان و بعد ما يتوقعه المراقب من دراسةِ الخلفيات و الأهواء و بلبنان مرجعيات الطوائف و الأحزاب لكل وزير. و جورج قرداحي ليس غريباً عن اتخاذه مواقف ليست نمطيةً بالعرف اللبناني، فهو يقرأ القرآن على سبيل المثال، و يميلُ لدعمِ الوطنيةِ المقاومةِ على الوطنيةِ الشوڤينية. باختصار، هو ليسَ الوزير الآتي من ضباب، بل من سطوعٍ إعلاميٍ و مبدأيٍ لا يخفى على أحد.

ليتم اختيار الوزير، أي وزير، يتم النظر في ما فعل وقال سابقاً لتلافي المحرجات في المستقبل. من الواضح أن ما قاله قرداحي سابقاً، و ليس ببعيد عن يوم توليه المركز، لم يلفت انتباه المسرح السياسي اللبناني بما يكفي لفرملةِ تعيينه، أو أنه أُنتُِبِهَ لهُ و خُبِّئَ ليومٍ قادم. و في عالمِ السياسة يحدثُ هذا كثيراً، أن "تُفَخِخَ" التعيينات و "تُفجرها" بالتوقيت المطلوب.

الخطأُ المركب باعتقادي هو التعيين بدون دراسةٍ للخلفيات، خاصةً ببلدٍ يمر بما يمكن أن نصفهُ بالكارثةِ المتدحرجة داخلياً و خارجياً. ثم، التشبث من قِبَلِ قرداحي بالرأيِ السابق للتوزير و بالمركز الوزاري على خلفيةِ السيادة. تتفاقم الأزمة اللبنانية الخليجية و بغض النظر عن السبب المعلن أم غيرهِ من الأسباب، فأن تكونَ وزيراً ببلدٍ به أزمات يقتضي منك حصافةً أن لا تزيدَ أزماته بِرَأْيٍ من الماضي تتمسك به في الحاضر و المستقبل الوزاري.

قد تقبل قرداحي الإعلامي المحبوب و القريب من القلوب، و ترضاهُ بهذه الصفة. و قد تقبلهُ وزيراً كذلك برأيهِ في الحرب اليمنية التي تُشعِلُ و تُوغِرُ الصدور بكل إتجاه. لكنه لا يستطيع عُرْفاً و مُمارسةً التغريد خارج سرب الحكومة بآراء ليست من صالحِ الحكومة. أصابَ قرداحي عندما دافع عن مبدأ حريةِ الكلمة و السيادة، و أخطأَ عندما لم يتوقف عندها ليقولَ أنهُ هو رأيهُ كإعلامي و لكنه ليس رأي الحكومة التي يتحدثُ باسمها، و عليهِ فهو يضعُ استقالته بين يدي رئيس الوزراء. أما الآن، فمن كياسةِ الرئيس نجيب ميقاتي أن يطلب من وزيرهِ قرداحي أن يتخذَ القرار الأنسب. و ليس أنسبَ اليوم من أن يقول الوزير قرداحي وداعاً للوزارة و مرحباً بعودةِ الإعلامي قرداحي للإعلام غير الرسمي.

أين سيرسو مركب جورج قرداحي بعد الوزارة؟ كل "الميادين" إلا ما كان خليجياً!





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :