القطاع الخاص يعمل وبشكل مستمر على تسويق منتجاته وخدماته، وفي بداية كل عام يتم وضع خطة تسويقية بعد مراجعة الخطة السابقة وتكون مبنية على الخطة الاستراتيجية للشركة وبناء على دراسات السوق، وحديثا الحكومات المتميزة اصبحت تقوم بعمل خطط تسويقية لخدماتها، عادةً في القطاع الخاص تتنافس المؤسسات على إرضاء المتعاملين وتحرص على تحقيق الأرباح لمالكي المنشأة ولكن في القطاع العام تتنافس المؤسسات الحكومية على إرضاء المتعاملين (المواطنين وغير المواطنين) وذلك للحصول على رضاهم وذلك بسبب ان المتعاملين مع الحكومة هم من يمولون تلك الخدمات التي تقدمها الحكومات لهم.
ان مفهوم التسويق وتقديم خدمات متميزة للمتعاملين هو من اختراع القطاع الخاص كما هو الكثير من معايير الجودة والتميز، وحديثاً تم تبني هذا المفهوم من قبل الحكومات التي ترغب في الحصول على رضى المتعاملين معها، وهناك عدة طرق يجب تبنيها من قبل الحكومة لقياس مدى رضى المتعاملين عن خدماتها منها الاستبيانات والمتعامل السري ووضع منهجيات لتحليل وتشجيع المتعاملين على تقديم الاقتراحات والشكاوى لغايات تحسين الخدمات، ومن واجب الحكومة التأثير في مستوى تفكير المتعاملين عن طريق تحسين مستوى الأداء في تقديم الخدمات وذلك لنيل رضى المتعاملين من خلال خطة تضمن تحليل الوضع الحالي ومن ثم تحديد الأهداف التي تسعى لزيادة رضى متلقى الخدمات الحكومية.
من أهم مرتكزات الفكر التسويقي في القطاع العام هو التركيز على المتعاملين (مواطنين وغير مواطنين) والتعرف على احتياجاتهم ومحاولة تلبيتها ضمن القوانين والانظمة الحاكمة وبشتى الوسائل والطرق بهدف زيادة نسبة الرضى عن الخدمات التي تقدمها لهم الحكومة والعمل على زيادة المتعاملين مع الخدمات الحكومية عن طريق تحفيز الموظفين وتشجيعهم على توفير خدمات متميزة للمتعاملين، بعد التأكد من تجهيز البنية الأساسية للعمل ووضع المنهجيات التي تساعد على تقديم الخدمات بعدالة للجميع وتبني النظم الحديثة التي تساعد في ادارة علاقات المتعاملين والاهم من ذلك هو ايجاد معايير للخدمة الحكومية المتميزة وتطبيقها في البداية في المؤسسات التي لها ارتباط مباشر مع المتعاملين، ولا ننسى الخطوة الاكثر أهمية وهي عملية المتابعة وقياس مستوى رضا المتعاملين والعمل على تحقيق توقعاتهم لا بل الابداع في ايجاد طرق لتقديم خدمات تفوق توقعات المتعاملين عن طريق أداء الخدمات من قبل المؤسسات على الوجه الصحيح وبطريقة صحيحة من المرة الأولى والتأكد من أن الوعود تعكس الحقيقة في مراجعات المتعاملين والتواصل الدائم مع المتعاملين وسرعة حل المشكلات ، ودائما إجراء الدراسات الدورية على الخدمات الحكومية والاستفادة من التغذية الراجعة لتحسين الخدمات، لان المقياس الوحيد الذي يقيس مدى جودة الخدمات الحكومية هو رضى المتعاملين معها.
سؤال؟ هل تمكن الفريق الوزاري الحالي من تسويق الخدمات التي تقدمها وزاراتهم.