منذ دخول البشرية في الصناعة والصناعات الثقلية والمولدات الكهربائية ودرجات الحرارة في ازدياد وتزايد معها وتيرة ارتفاع منسوب المياه، وهذا مرده لانبعاث كميات كبيرة من الغازات للغلاف الجوي للارض مثل غاز الميثان وغاز ثاني اكسيد الكربون، وهي الغازات التي تعمل بطريقة مباشرة على ارتفاع درجات الحرارة وتؤدي للانحباس الحراري الذي بدوره يعمل على اطلاق حرية المياه من الانجماد ويؤدي لارتفاع مستوى المياه في البحار والمحيطات والانهار.
وهو ما يشكل تهديدا مباشرا على كثير من المدن الواقعة على البحار والانهار، كما يهدد في اغراق بعض البلدان مثل المالديف وبعض الجزر في اندونيسيا والفلبين في حال استمرت حالة الانحباس الحراري في تصاعد مستمر، ومن دون وجود برنامج عالمي رادع يقوم على وضع حد لتزايد حالة الانحباس الحراري ووقف تسييل الانجماد الى سيولة مياه والذي يبلغ بمعدله السنوي مساحة فرنسا سنويا على حد وصف خبير العلوم الفضائية والجيولوجيه فاروق الباز.
ولان هذه الظاهرة ظاهرة تعود لاسباب بشرية ومردها للدول الصناعية الكبرى التي تستخدم الحرق وسيلة لها لتوليد الطاقة او تستخدم الطاقة النووية للتوليد الكهربائي، فان هذه الظاهرة تلزمها قانونيا وادبيا باتخاذ كل التدابير الوقائية التي من شأنها الحد من تنامي هذه الظاهرة وتعويض المجتمعات التي تضررت نتيجة ارتفاع درجات الحرارة، فانه من الواجب الملزم على هذه الدول الصناعية تحمل مسؤولياتها والعمل في اطار منظومة عمل واضحة للمحافظة على البيئة الانسانية والمحتوى الجوي من العبث والمحافظة ايضا على درجات الحرارة ووقف عمليات التلوث البيئي وايجاد ضوابط ملزمة تلزم جميع الدول للتقيد بضوابطها للمحافظة على الانسانية ووجودها.
ان اطلاق برنامج عالمي للحد من ظاهرة الانحباس الحرارى والتغير المناحي يعتبر من الاعمال الاستدراكية والوقائية، كونها تستدرك متغيرات بيولوجيه قد تقع وتسبب امراضا واوبئة قد تحدث، كما ستقوم بوقاية البشرية من تنامي منسوب المياه وانتشار مساحات التصحر التي تهدد الامن الغذائي والسلامة العامة للانسانية.
من هنا تاتي اهمية انعقاد مؤتمر التغير المناخي الذى ينعقد في جلاسكو اسكتندا وبمشاركة اكثر من 200 دولة في العالم للاتفاق حول برنامج عمل للتعاطي مع هذه الظاهرة بطريقة مباشرة، وضمن خطة عمل تحوي ضوابط وشروطا جزائية يتفق حولها الجميع وتكون ملزمة بالشروط والاشتراطات بحيث تعمل مصفوفة العمل هذه جنبا الى جنب على دعم كل البلدان التي تضررت نتيجة هذه الظاهرة ومن بينها الاردن الذي كان قد تأثر مناخه الى درجة كبيرة وغيرت اجواءه بطريقة عميقة، وانحبست امطاره نتيجة هذه الظاهرة.
من هنا تاتي اهمية حضور جلالة الملك لهذا المؤتمر وحضور ولي العهد الامير الحسين في مؤتمر التغير المناخي الذي عقد في السعودية مؤخرا، لتكون هذه الجهود جهودا موصولة منذ الزيارة الملكية الى واشنطن، والتي كان جلالة الملك وولي العهد الامير الحسين قد اطلعا على برنامج عمل الادارة الامريكية الذي يقوده المستشار الامريكي جون كيري وهو يدير هذا الملف العالمي بطريقة مميزة ببرنامج عمل ينتظر ان يكون محور المؤتمر ومضمونه.
الدستور