إربد مدينة الثقافة العربية 2020
د. فيصل غرايبة
29-10-2021 12:22 AM
اتفق العرب على اعتبار اربد مدينة للثقافة العربية عام 2022 وهي تعد ثاني أكبر مدن المملكة بعد العاصمة عمّان بالنسبة لعدد السكان والتي نشأت في العصر الروماني وأصبحت فيما بعد مركزاً من مراكز الفتح الإسلامي، يعود تاريخها إلى ما قبل 4500 سنة، ويعد تل إربد من ابرز معالمها الأثرية، ففي جوفه بقايا المدينة القديمة التي تعود إلى العصرين البرونزي والحديدي، حوالي 3000 سنة قبل الميلاد، واسمها تحريف لاسم البلدة الرومانية القديمة «بيت إربل»، أو قد يكون مُشتقّاً من كلمة «الرُبدة» بسبب لون تربة الأرض الزراعية الحمراء، كما سميت ب"الأقحوانة»، حيث ينتشر هذا النوع من الورد في الحقول والحدائق حول المدينة، هذا الاسم الذي تردد في الإشارةٍ لمدينة إربد خلال فترة الصراع الفرنجي في فلسطين 1099.
عاشت اربد عهودا متعاقبة مثل قيام دولة الأنباط العربية ودولة العرب الغساسنة، وأتاها شرحبيل بن حسنة فاتحا ومحررا، وعلى مقربة منها كانت نهاية الاحتلال البيزنطي لبلاد الشام، ومر منها موكب النصر الأندلسي في طريقه الى عاصمة الخلافة الأموية، كما اقام صلاح الدين الأيوبي فيها، وعانت من وحشية هجمة التتار على يد هولاكو، كما عانت من وحشية هجمة المغول على يد تيمورلنك. وما يزال في اربد مبانٍ عتيقة بنيت في العهد العثماني، كمبنى السرايا وعمره 130 عاما، ومبنى المدرسة الرشيدية وعمره 127 عاما.
جرت في اربد أول انتخابات نيابية أردنية، ودعمت حكومة عجلون العربية تأسيس الامارة الأردنية، وكان الأربدي على خلقي الشرايري أول وزير شرق أردني في حكومات الامارة، كما شارك رجالات اربد وجوارها في المؤتمر السوري العام. أما قميم غربي اربد فقد تجسدت في المؤتمر الذي عقد فيها وحدة النضال الوطني الأردني الفلسطيني، وصار رجالات اربد وجوارها يشاركون في المؤتمرات الوطنية الفلسطينية، ويشكلون لجنة وطنية لدعم اخوانهم في فلسطين.
بين الأوائل في مجالات الحياة الأردنية يبرز أربديون، مثل: عبد الرحمن الرشيدات الذي كان من بين ثلاثة تضمهم هيئة الوصاية على العرش عندما نودي بالحسين بن طلال ملكا عام 1952، وفوزي الملقي الذي شكل اول حكومة في عهد الملك الحسين، وعبد القادر التل رئيس أول مجلس نيابي أردني، وسامح حجازي أول رئيس لبلدية عمان في عهد الاستقلال، وعبد الكريم غرايبة اول من حاز على شهادة دكتوراه في الأردن، وابراهيم الشرايري الذي حمل رقم (1) في نقابة المحامين، وصالح التل صاحب اول بيان انتخابي في تاريخ الانتخابات بالأردن1912، وماوية أبو غنيمة اول طبيبة اربدية وثاني طبيبة أردنية، وناجي العزام أول من أعلن العصيان المدني ضد حكومة الاتحاديين الطورانية. وكان عبد الرؤوف الروابدة وهو من الصريح في محيط اربد رئيسا لأول حكومة في العهد الهاشمي الرابع بقيادة الملك عبدالله الثاني.
وستثبت اربد عندما تكون عاصمة للثقافة العربية عمليا انها جديرة بحمل هذا اللقب الرفيع، في مختلف الأبعاد وعلى كل صعيد.
dfaisal77@hotmail.com
الرأي