الشخصية العامة في الأصل شخصية وطنية نسجتها مواصفات عامة دقيقة تتجلى في قوتها وبشاشتها وخلقها واحترامها للقانون قبل فرضه على الآخرين. وتتحلى بقيم اصيلة وسمات مرموقة ونهج مستقيم ورحابة صدر وسعة قلب وسمو عن صغائر الأمور وسفاسفها وسعة في التفكير وبعد عن ردود الأفعال الغاضبة.
الاصل في هذه الشخصية ان تكون ذات عقل منير ودفء وفير وعلم غزير وخبرة ودراية وعمق في التفكير وتجاوز عن الهفوات إلى حد كبير واستقلال في الرأي وحسن في التدبير وقدرة على معالجة الخطأ الكبير والصغير من غير فضاضة وسوء في التعبير.
ان من يتصدر المشهد العام ويقبل المناصب ويقبل عليها بعشق ونفير وجرأة وتكبير وحفاوة وزئير ويلبس ثوبها الفضفاض الوثير ينبغي أن يعلم علم اليقين انه ليس بعيدا عن النقد والتأثير والتعرض والتبرير والمحاكاة والتصوير والمناقشة والعتاب والتحذير.
الشخصية العامة ليست ملكا لنفسها وينبغي ان لا تقبل التصغير وان لا تحجر نفسها في شق يؤدي بها إلى سوء المصير وان تتحمل النقد مهما بلغ من حدة وسعير وان تعي انها مكرسة لخدمة الجماهير ورعاية الوطن وملء القوارير.
لهذا وذاك ايها المسؤول انت جلد وصبر على المشقة وحسن التقرير والوفاء بالتزامات لا تقبل العبث والتمرير فكن صبورا ومنفذا لكل امر لا يحتمل التأخير واصفح عن الناقدين فهم يأملون منك الصنع والتغيير.