ها أنا أمارس الفرار من السياسة.
الفضائيات تحتفل بالموت. وكل ما حولي يؤكد أن الفساد و الانتهازية هي السيد والسائدة.
يبدو بل المؤكد. انني اعاني من ( حساسية ) كل ما هو فاسد وانتهازي.
أحمل رأسي بين يدي مثل بطّيخة. أحميه من أثر الرصاص الطائش القادم كل الجهات.
أبحث عنكِ فلا اجدكِ.
إذن فقد اكتملت الكارثة.
..
أهرب الى الشوارع بحثا عن شخص أو كائن غير « مقتول « أو «غير مطارد» . وأجد نفسي وحيدا «أنزفُ» شوقا إليكِ.
تتوقف سيّارة فجأة، ويطلّ منها وجه نسائي: إنت طلعت شناعة؟
ـ نعم، بس إنتبهي الإشارة فتحت.
تمضي السيدة ومعها رائحة عطرها تاركة تحية « معجبة «.
وأنتِ أيتها الشاردة من دمي أين تذهبين؟
قلتِ لي أنك سوف تغيبين يوما أو يومين لكنك أسهبتِ في غيابك. ومر شهور والهاتف المحمول لا يحمل منك «رسالة» أو «مس كول».
تراك نسيتِ قهوة الصباح أم استفقت على أنين أُنوثتك؟
...
زحام آخر..
دخلتُ « مولا». كان ثمة نساء يملأن عرباتهن بالشامبو والشوكولاتة (ش. ش)
ترى ما العلاقة بين الشوكولاتة والشامبو؟
لا أفهم، مجرد تشابه في الاستعمال (الشامبو يغسل الجسد والشكولاتة تغسل الروح) هكذا قالت إمرأة « مخمليّة «.
بالمناسبة ، أنا لا أحب النساء المخمليات. وبخاصة حين ينطقن حرف القاف .. كاف. حتى اللغة يغيّرنها بفعل الدلع الاجتماعي!
..
رأسي يتدحرج أمامي مثل كرة قدم. ولكن أين المرمى؟
أنا فريق يسعى للوصول الى الدور النهائي / العاطفي. دائما عندما اكون في علاقة حب، تتكسر خطواتي في منتصف الطريق.
نفسي ألعب مع الحبيبة في الدور النهائي وأفوز بكأس « العمر».
دائما ما يكون هناك حَكَم ظالم ، يُشهر لي ( البطاقة الحمراء ) ويطردني من الملعب.
...
أعود الى الشوارع..
ثمة طفل تائه يصرخ « ما ما بدي ما».
ولكن أين السيدة الوالدة.
تطل من بعيد . كانت تشتري علبة سجائر!
..
أنا مثلك أيها الصغير، تائه،والشوارع تلتف حول رقبتي.
تتوقف سيارة فجأة ، يطل وجه رجل لا اعرفه: أنت فلان؟
ـ نعم.
يتأملني جيدا. تراه أشفق عليّ. كان ينظر في المقعد الخلفي. تراه كان يريدني أن أرافقه الى المجهول؟
لكنه ، كما يبدو ، رثى لحالتي، وأطلق العنان لسيارته !!.