جامعة العقبة للتكنولوجيا تستبق الحدث وتستحدث مركزا للتربية المدنية
د. مهند صالح الطراونة
27-10-2021 11:51 PM
لا يجوز للجامعات أن تكتفي بدورها التقليدي بل يقع لزاما عليها دورا وطنيا كبيرا وإستثنائي في المرحلة القادمة_ لطالما عول وراهن عليه عليه سيد البلاد جلالة الملك يحفظه الله _ في تهيئة عقول الشباب والمجتمع على عملية التحول السياسي والثقافي وإلى الولوج إلى مرحلة الحداثة السياسية التي تنتمي إليها الدولة الوطنية بكل محدداتها ومعانيها.
ومما لا شك فيه أن هذا الأمر لا يمكن أن يتأتى إلا من خلال مخاطبة الجامعات من خلال البرامج اللامنهجية لعقول الشباب والمجتمع نحو ثقافة حديثه تنمي وتطور وعي المواطنين وتعزز فيهم الوعي الديمقراطي، تجاه الأحزاب الوطنية البرامجية والتعددية وتمكين المرأة والمواطنة وقبول الآخر والاحتكام لقواعد النظام البرلماني الديمقراطي.
وعلى الجامعات أيضا السعي قدما نحو خلق برامج تدريب نوعيه ونشاطات تنمي فيها الشاب نفسه، وتنمية الذات هذه ترتكز على بناء قدراته علميا ومهاراتيا وثقافيا وإجتماعيا ومعرفيا وسياسيا وتربيته مدنيا حتى يكون مدخلا مهما للإصلاح والبناء.
بناء على جميع هذه المعطيات لقد كان لجامعة العقبة للتكنولوجيا حق السبق عن بقية الجامعات في إقليم الجنوب إلى إستحداث مركزا خاصا للتربية المدنية في الجامعة يعنى بأهداف التربية المدنية وبتحولاتها الجديدة في الوطن الغالي إحساسا من القائمين عليها ومن منسوبيها ومن طلبتها تجاه أهمية دورهم الوطني الكبير في عملية التحديث والتطوير، وحرصا منهم على تلبية توجهات الدولة الأردنية بشكل عام وتوجهات جلالة الملك واهتمام سيدي ولي العهد في إقليم العقبة بشكل خاص.
ولا ننسى أن تأسيس مثل هذه المراكز تشكل ترجمة حقيقية لمخرجات التحديث السياسي، نحو خلق ثقافة مدنية في المجتمع المحلي من خلال ما سوف يقدمه المركز من برامج تدريبية نوعيه وورش عمل ومحاضرات ولقاءات متعددة وزيارات ميدانية وندوات حوارية حول تعزيز المواطنة لدى الطلبة وأبناء المجتمع المحلي وحول التربية المدنية.
ومن حسن الطالع الإشارة هنا أن إستحداث هذا المركز في الجامعة لم يكن إلا للفهم العميق للقائمين على جامعة العقبة للتكنولوجيا بأن الجامعات تقيم على أساس ثلاثة أدوار أساسية العملية التعليمة والبحث العلمي وخدمة المجتمع المحلي وهذا ما تسعى له الجامعة قدما في قادم الأيام.