مروان المعشّر والهوية الجامعة
باسم سكجها
27-10-2021 08:30 PM
ليس هناك بيني ومروان المعشّر صداقة، ولا حتّى معرفة، وعلى العكس فقد كتبتُ ضدّه معارضاً شرساً، منذ كان وزيراً للإعلام في مرحلة عُرفيّة موضوعاً، وليبرالية شكلاً، ولم أقتنع في يوم بمداولات الأجندة الوطنية التي كان رئيسها، لأسباب أنّها كانت استشراقية، لا استشرافية، ولم أخف موقفي، بل أعلنته بوجوده، وغير وجوده…
وتلك قصّة أخرى، فمروان المعشّر تغيّر، وأنا لم أفعل، فها هو يستيقظ على الكلام الصحّ الصحيح، وها هو يعود إلى موقعه حيث الشاب الأردني الذي لا يكسره الموقع، ولا تأسره آراء مسبقة، فيقدّم وجهة نظر وطنية لعلّه كسبها مع السنوات.
في برنامج “نبض البلد”، قبل يومين، كان الرجل يمثّلني، ولا أخفي أنّني كرّرت الاستماع لكلامه غير مرّة، حول ما قيل ويقال عن “الهوية الجامعة”، وبصريح العبارة فقد ظننته ناطقاً رسمياً غير معلن عن مخرجات اللجنة الملكية لتحديث المنظومة السياسية …
المعشّر، في تلك المقابلة، كان واضحاً وصريحاً، وسمّى الأشياء باسمائها، ولم يتحسب من ذكر ما صرنا نسمّيه الأصول والمنابت، وبكلام واضح وصريح، فالهوية الجامعة هي الأردن والأردنيون بصرف النظر عمّا قالت الجغرافيا…
في ظنّي، ويقيني، أنّ ابتعاد مروان عن المنصب الرسمي، سنوات طوالاً، أكسبه تلك الرؤية الحقيقية للواقع الذي نعيش، وعرّضه إلى التعامل مع الجذور في أرض البلاد، وأكثر من ذلك فالرجل لم يعد ذلك الذي ينتقد لمجرد الانتقاد والمعارضة، بل لتقديم رؤية تُلخّص تجربته في العمل الحكومي، غير الحكومي، ولهذا فأنا الآن معه في ما قال، ويقول، ولعلّ للحديث بقية!