مبادرة رائدة وريادية حقا لا تنظيرا فقط، انفرد بها محافظ البلقاء الدكتور "فراس أبو قاعود"، عندما أفرج عن شخص موقوف إداريا، شريطة التزامه بالصلاة الدائمة في أحد مساجد الحي الذي يقطنه.

قد يبدو القرار الإداري هذا مستغربا في نظر بعض من جنحت بهم الدنيا بعيدا عن معرفة الله، لكنه "والله شهيد"، قرار صائب ينم عن فكر معمق وسعة أفق ونفس كبيرة في فهمها للحياة ومكنونها، فالصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر، والمسجد "مدرسة" حقة تهذب النفوس وتعيدها إلى جادة الصواب بإرادة خالق الكون جل جلاله.

المحافظ الذي أحترم جدا ولا أعرفه شخصيا لتقصير مني، سطر فكرة رائعة يشكره عليها الناس جميعا، ولا شك في أن أجرها عند "الله" كبير، مثلما هي سابقة جليلة مقدرة نسأل الكريم أن تغدو سنة حميدة لحالات مماثلة غيرها وعلى مستوى الوطن كله بإذن الله تبارك وتعالى.

هذه المبادرة ليست "عقوبة" لا سمح الله، وإنما هي تكريم لمواطن لا أعرفه ولا أعرف سبب توقيفه، وأسأل الله له الهداية والتوفيق في حياة كريمة فيها سعادة النفس.

شكرا كثيرا عطوفة المحافظ.

وككاتب صحفي أتمنى أن تأخذ هذه المبادرة الأكثر من رائعة، حقها في النشر على أوسع نطاق ليس أردنيا فقط، وإنما عبر الأثير كله ... أكرر المبادرة ليست عقوبة أبدا أبدا، وإنما هي تكريم بكل ما في الكلمة من معنى، وسيكون لها بالتأكيد صداها القوي إيجابيا، وأثرها الأقوى أمنيا كسبيل للهداية والطمأنينة والأمن والأمان. الله من وراء قصدي.