في المستشفيات وفي المراكز الصحية أزمة!
في الطرق: "سن سن" السيارات ماشية! وفي المواصلات العامة والخاصة: علب سردين!
أما في الدوائر الحكومية فحدث ولا حرج: طوابير أطول من يوم الجمعة!
وفي المدارس ما في أزمة بس في اكتظاظ!
الكل في أزمة: نفسية واجتماعية واقتصادية وسياسية!
الوطن في أزمة! ويستهدفونه من الخارج ومن الداخل! ويضربون على وتر الطائفية والإقليمية وحتى الإجتماعية: بدوي حضري! "ووين الجنب اللي بوجعك"! "كاسك يا وطن!"
وشح في المياه! يستر على الكهرباء والإنترنت!
والعائلة في أزمة: طلاق وشقاق وانفصال وجاهة جاية وجاهة رايحة! والحل: محكمة شرعية أو كنسية!
حتى الغيوم في أزمة! والريح في زحمة! ولا مطر! ولا خبر من السماء إلا رفع اسعار المحروقات!
والكلمة في أزمة! هل نتكلم بالعربية أم بالإنجليزية؟ وهل نعمل بالعربية أم بالإنجليزية؟ الشعب التائه اختار حلا وسطا: العربيزية! دَنْ معلم؟ (?Done sir) أوكي سيدي! (!Ok boss) وهذا غيض من فيض!
وأنا في أزمة مع نفسي حول «الفكرة»! وفي أزمة مع زميلي حول نفس «الفكرة»! و«الفكرة» مجرد «فكرة» في توصيات اللجنة! والأزمة بيني وبين زميلي: هل «الفكرة» من اللجنة حل الأزمة أم تأجيل دفع مستحقات الأزمة حتى إشعار آخر؟
أما الباص السريع فهو في أزمة الأزمة! فهل هو سريع لأنه يصل للمكان المقصود في الزمان المطلوب أم هو سريع لأن البقية بطيء؟
الكرة في أزمة! الأندية شبه مفلسة! وأندية كبار مهددة بالهبوط من قبل الفيفا!
والكمامة في أزمة! في اليوم التالي لحفلة سلطان الطرب جورج وسوف في مهرجان جرش، كان أحد الوزراء يتفقد موظفي وزارته فيما إذا كانوا ملتزمين بارتداء الكمامة أم لا! قيل لي أن أحد الموظفين كان "معطيها قبل بليلة" فقال للوزير مازحا: نسيتها في مهرجان جرش! أما الوزير فشعر بماء بارد يغسله من "راسه لساسه" ومط شفتيه ولوى عنقه وغادر مكتب "صاحبنا" لا يلوي على شيء!
الكل أزمة بأزمة! ومن المسؤول؟ لا أحد! الكل يرمي على الكل! والكل يلوم الكل! والكل بريء من التقصير والإهمال والأخطاء إن وجدت سهوا أم عمدا! والبريء متهم إلى أن تثبت إدانته!
والطامة الكبرى أن الكل يشتكي ويشكو ويتذمر حد التندر! فالشكاوى إلى ديوان المحاسبة وديوان المظالم ومكافحة الفساد ليست في أزمة وحسب بل في دوامة!
فمن إذن تسبب في هذه الأزمة الخانقة؟ وفي تلك الفوضى العارمة؟
لست أدري! أتدري/ن أنت؟