حتى نخلع "الفيتو" عن أحلام "أمة"
نشأت الحلبي
04-07-2010 03:09 AM
لعلها توصيات مهمة، وطموحة، حسب ما أرى، التي خرجت بها القمة الخماسية التي عقدت مؤخرا في طرابلس حسب ما تقرر في قمة سرت التي إتفق الزعماء العرب فيها على إنعقاد "الخماسية" من أجل البحث عن آليات لتطوير العربي المشترك الذي إعترف زعماء بأنه يعاني من أزمة حقيقية.
ليس المهم أن نتوقف بالطبع عند بعض التوصيات مثل إنعقاد قمتين في العام واحدة للتشاور وتعقد في دولة مقر الجامعة العربية، أي في القاهرة، وأخرى دورية، لكن ما يهمنا أن نتوقف عند توصيتين مهمتين جدا، أولاهما التوصية التي تؤكد على إنعقاد قمم نوعية في الشؤون الإقتصادية والتنموية والسياسية، والثانية، تكليف الجامعة العربية بوضع برنامج لتطوير العمل العربي المشترك.
أما التوصية الأولى، فبين سطورها ما بينه، فهذا إعتراف من الزعماء الخمس الذين كُلفوا بهذه المَهمة الكبيرة والمُهمة، بأن كل ما عقد من قمم، أو لربما بعضها، لم تكن نوعية، ولربما كانت مجرد إستعراض كلام، أو كلمات، ولم تأت بأقل ما تطمح إليه الشعوب العربية من زعمائها ولو في حدوده الدنيا مثل أن تكون هناك محاولات جادة لطي صفحة الخلافات العربية والتوحد، خصوصا، حول القضايا العربية المصيرية وأهمها القضية الفلسطينية التي أدت خلافات العرب أولا، الى تآكلها، وصولا الى التهديد بتلاشيها تماما من أذهان العالم، وكذلك هناك حكاية العراق والقمم، فحين كان العراق حاضرا وحرا، كانت كل القمم تشهد خلافات وإختلافات وصلت حدودا أصابت الأمة العربية بالإحباط، وبعد أن اصبح العراق محتلا، لم تأت قمة عربية واحدة بقرار جاد من مثل أن تُحرك كل مؤسسات الأمم المتحدة وعلى رأسها مجلس الأمن الدولي للخروج بقرار يلزم برحيل المحتلين وإحلال قوة عربية مشتركة محلها مثلا لإعادة الهدوء الى العراق، وإن كان هذا "ضرب" في الأحلام، لكنه ليس بالحرام أن نحلم مثلا بأن يكون هناك صوت عربي "دائم" في مجلس الأمن، وهذا يقودنا الى التوصية المهمة الثانية التي كُلفت الجامعة بموجبها بإعداد برنامج لتطوير العمل العربي المشترك، وهنا يمكن أن نتساءل، هل يمكن أن يفكر العرب بشكل جاد كيف يمكن أن يصلوا الى حالة أشبه مثلا بالحالة الأوروبية ليكون لنا جامعا سياسيا يجمع كل العرب، ولتكون الهوية العربية كافية لتتحرك فيها من شمال الوطن العربي الى جنوبه، ومن غربه الى شرقه دون أن تتوقف على حدود؟!
لربما كان هذا ضرب من الجنون وليس من الأحلام فقط، لكنه السبيل الوحيد ليكون كل العرب، ولو على اقل تقدير، ممثلين كدولة واحدة قوية في مجلس الأمن، وليكن لنا حق "فيتو" حتى نخلع "الفيتو" الرابض على أحلام "أمة" جل طموحها بأن يسير بها زعماؤها نحو "الكرامة".
Nashat2000@hotmail.com