هل تقترب سوريا من اسرائيل؟
سميح المعايطة
24-10-2021 12:23 AM
تفكيك الازمة السورية لايمكن أن يتم الا بتوافق بين اطرافها وخاصة القوى الكبرى، وربما اصبح واضحا ان عزلة النظام السوري عربيا تتفكك تدريجيا، وان بقاء الدولة السورية بنيتها السياسية الحالية حقيقة واقعة، وان عودة سوريا الى الإقليم والعالم العربي وحتى المجتمع الدولي يتم بشكل ناعم والخطوات التي ستتم لاحقا ستعزز الحقيقه بان بشار الاسد هو رئيس سوريا، وان كل انواع المعارضة لم تعد خيار احد من خصوم بشار.
لكن الحل الكامل للملف السوري يحتاج الى توافق امريكي روسي وايضا اسرائيل، فروسيا التي انهى رئيسها مباحثات مثمرة مع رئيس وزراء اسرائيل تريد ان يكون وجودها في سوريا بعد الحرب مستقرا، اما العقدة الكبرى فهي الوجود الايراني في سوريا وهو احد ملفات علاقة ايران بأمريكا والغرب وهو ملف ليس صعبا بل هو واحد من ملفات النفوذ الايراني في الإقليم.
وندرك جميعا ان مفتاح واشنطن يمر عبر تل ابيب، والقيادة السورية تدرك ان المرحلة الاخيرة يجب ان تمر عبر تفاهم مع اسرائيل تديره روسيا بموافقة ورعاية واشنطن، تفاهم يعزز ما قامت به ادارة ترامب من توسيع دائرة العلاقات الإسرائيلية العربية.
وربما على انصار سوريا وما يسمى معسكر المقاومة ان يتذكروا ان سوريا لم ترفض فكرة السلام مع اسرائيل، وقامت بعمليات تفاوض قبل مدريد ثم في مدريد، كما ان تركيا وبمبادرة من اردوغان ووساطته نظمت مفاوضات بين سوريا واسرائيل عام ٢٠٠٨ في تركيا، لكن الخلاف مع اسرائيل ليس على فكرة التفاوض بل على تفاصيل اتفاق السلام.
وحتى المفاوضات التي تجري في هذه الفترة بين لبنان واسرائيل حول ترسيم الحدود بين الطرفين فانها تتم بموافقة سوريا عبر حزب الله، فاي اتفاق بين لبنان واسرائيل لن يتم دون موافقة سوريا.
مفاوضات سورية إسرائيلية واقتراب سوري من اسرائيل امر ليس بعيدا او مستبعدا، بل خطوة متوقعة فبوابة اعادة الاعتراف بالنظام السوري دوليا وامريكيا لابد ان تتم عبر اقتراب من تل ابيب، وهذا الامر لن يزعج ايران التي تتقن الصفقات، لان ايران لها مصلحة مباشرة في تفاهم مع اسرائيل لوقف الضربات الجوية الإسرائيلية على معسكراتها في سوريا.
لن يكون مفاجئا تواصل سوري اسرائيلي، وليس بعيدا ان تقوم دولة عربية او اكثر بفتح الابواب برضى امريكي روسي وخاصة تلك الدول التي اقامت علاقات مؤخرا مع اسرائيل، بل ان امرا مثل هذا سيكون اكثر من طرف مستعد لانجازه.