في قاعة المدرسة الأهلية للبنات، وبرئاسة د. عزمي محافظة عقدت ورشة جادة لنقاش وعمل، يتعلق بالتوجيهي، وبحضور أعضاء لجنة تطوير امتحان التوجيهي ووزير الأوقاف عضو مجلس التربية ومدير المركز الوطني للمناهج، وأعضاء المجلس التنفيذي للمركز الوطني للمناهج، وأمين عام وزارة التعليم العالي، وعدد من السيدات التربويات مديرات مدارس خاصة وحكومية، وعدد من خبراء تربويين.
تحدث بعد رئيس اللجنة كل من السيدتين: مديرة المدرسة أليس عبود، ورنا شعبان، والأستاذ نصري الترزي، حيث قدموا دروسا في الفكر التربوي الجاد حول الامتحانات العامة :دوليا ومحليا أعقبتها ورشة عملية للإجابة عن أسئلة حول بنية امتحان التوجيهي المطلوب.
1. قدمت المدرسة الأهلية نموذجا في العمل الجاد والفكر الجاد بما يشير أنها مدرسة معلمات متعلمات بل خبيرات ومجددات وباحثات، مما دفعني إلى القول : إن ما سمعته من أفكار يمكن تطويره ليكون منتجا تربويا أردنيا يحتذى!
2. سمعت فكرا ناضجا عن عمليات التقويم والامتحان العام مثل: المطلوب تقويم التعلم ! والتعلم كما هو معروف ليس ما يحفظه الطلبة، بل هو المنهاج وأهداف المنهاج وقيم المنهاج وهذا يعني أن الامتحان العام يجب أن يقيس : مفاهيم أساسية وليس حقائق ومعلومات، مهارات وأنماط تفكير وأساليب عمل وتطبيقات عملية واتجاهات وقيم، فالتعلم هو خبرة في شخصية المتعلم، نمت من خلال تفاعل الطلبة مع ما تعلموه! والخبرة هي ناتج التعلم! إذن نحن لا نقيس: من، وماذا، ومتى، وأين وأخواتها بل نقيس : كيف ولماذا، واعمل، وابن، وقس، وفسر، وحلل، وقيم، وقدر، وتنبأ !!
وهذا برأيي ثورة في القياس والتقويم، لأن خبراءنا وفاعلينا توقفوا عند من وأخواتها !أو قياس ما يسهل قياسه لا ما يجب قياسه !
3. من غير المعقول أن نتحدث عن تطوير امتحان دون تطوير : بيئة الامتحان أو بيئة التعلم وأدواته : المعلم، والمنهاج، واستراتيجيات التعلم وطرق التدريس فلا يجب أن نضع شيئا أمام الحصان !
4. إن فلسفة التعليم، وأهداف التعلم، ومفهوم التعلم يجب أن يكون واضحا لدى من سيضع امتحان قياس التعلم ، فنظرية التعلم السائدة هي من يحدد الامتحان العام .
هل التعلم نقل معلومات ؟
هل التعلم حفظ حقائق؟
هل التعلم تطوير خبرة المتعلم ؟
إذا ! الاتفاق على هذه الأسئلة هو ما سيحدد شكل الامتحان العام، وعدد مواده، واجراءاته!
5. لا يجوز أن يكون أي امتحان أداة وحيدة لتقرير مصير الطلبة، لا بد من رفده بمصادر أخرى مثل : ملف الطالب ، وثيقة مدرسية ، امتحان قبول جامعي.
6. وأخيرا، فإنني أشعر بالامتلاء الفكري، مما يجب أن يصحح اتجاهاتي فقد أعلنت أنني اليوم صرت أكثر نضجا، وأتمنى ذلك لغيري!
فالمناهج والتدريس وفلسفة التعلم هي من تشكل الامتحان العام!
شكرا للمدرسة الأهلية ، وشكرا للدكتورة هيفاء قائدتها.