قصص قصيرة: 23 مرة .. ولم ترد على مكالمتك!
حسين دعسة
23-10-2021 09:43 AM
فعلا هذا ما حدث!
صاحبي، الرأس وما عليه من شعر مونس، اسود وابيض الشيب، تعب من ملاحقة ظلال الأزرق.
لكزني، هزني، كنت غارق حد التلاشي في إلحاح السؤال:
-ماذا ولماذا... والى متى أعاند العصابة وسيرتها الذاتية، اليومية، معروفة لدي!
ذات لحظة، كنت أراقب الصفحة صفر، من رواية غلافها أمام عيني، منذ أربعة وعشرين عاما، لم أقرأ منها إلا عنوانها: «مزامير نسائية»، تذكرتك، رأيت تلك الجوهرتين، عينك والقمر ونخلة تراقبنا، اصطفت إلى جانب العصابة، قلت:
-.. الحكاية صعبة لماذا، معقول مش قادر اسمع صوتك؟
بجانبك، اترقب ذلك التعب الذي نال من هدوء الملائكة، احس بهم عندما اقترب أكثر، يوشوشني الأول منهم:
-من انت؟
لم أكن في رغبة او دهشة للضحك، للجدل، لقلع ملابسي التي اتنكر فيها، قلت، ساحاول الخداع:
-انا من عصابة علي بابا.
صمت مريب، هروب نحو أجندة قديمة لا إطار لها إلا انها من خشب الزيتون، نقشت عليها ايام العام.
في ذات اللحظة؛ قررت نسيان انني ازعجت ظلالك في الأزرق، رنات رنات، كنت
على عناق مع تلك الاجنةالأثيرة، .. نمت، أوسد رأسك يدي اليمين، قرأت لك من مزامير عمي جبارة... :"ألقت آلهة سومر وبابل وآشور على كاهل المرأة مهمة التجديد والخلق وبايعتها ربة ذات منزلة علية عند (مردوخ) الإله».
انتفضت، بانت بهجة علامات عقد الذهب، لملمت شعرك وغبت عن الوعي.
تحت ظلال الأزرق الكوني، كتب على قلق:
-ما حدث ليس كأي فراغ.
.. لان ما حدث، حدث، ، ويثير التفكير.
رأيت خيط الدم المقدس يسيل، اختار سراج الغرفة،
عادني، تابع الزحف، السير مع..
صورة سواد سناج دبق، جعلت العنكبوت يرسم شهادة ميلاد، يلتصق هباب ما وسخ، على أطراف سور البيت، ممتد إلى أسفل وديان الحكاية.
-اي حكاية.؟
قلت انه، لا أدري من هو، أو ربما جادلته بين الناس، كان يرسم لي حجابا وفسر كيف تهتز ذبالته.
أصابك مغص وحنان، عيناك نحو تلك البقية من العصابة التي لا تمل حكايات الشاطر حسن وعروسة المولد، خوفك لملم التعب، كان رأي الطبيب، ان ما حدث يستحق أن تكون الغلبة فيه للعصابة، حمل سقط على شاهد بعيد.
تذكرت انني خرجت من برنس الحلم، ليس رؤيا، بل هشاشة ما يرى، مات برعم الإله المنحوت على أسطوانةآشور بانيبال، المدونة الأشورية، تصف ملامح الحلم، حقا كنت أعلم سر الهرمونات يا حرير الروح، سيدة الأرض، قبلة زهر الليمون: «في حملتي الأولى، سارعت ضد ماجان، وملوحة، وطهارقة، ملك مصر وإثيوبيا، الذين هزمهم أسرحدون، ملك أشور، الأب الذي أنجبني، وأخذ أرضه تحت سيطرته. هذا الطاهرقة نفسه قد نسي قوة آشور وعشتار والآلهة العظماء الآخرين، أيها السادة، ووضع ثقته على قوته. انقلب على الملوك والأوصياء الذين عينهم أبي في مصر. دخل وأقام فيها ممفيس، المدينة التي احتلها والدي ودمجها في الأراضي الآشورية».
.. ثم جاء الظل، هاتف المغيب :
-اضطررت، عند الدكتور هاخلص واكلمك.، الشبكة هنا ضعيفة.
-معلش، انتبهي للدكتور، كلميني بعد ما تنتهي او لما تصلي مكان جيد.
سعيت مع ساعة الصمت، أكاد أمزق تلك الرواية، يأتيني بريد القلب، انزل عن ظل الشجرة، اقترب خطوة من رسوم طباشير للدوائر غريبة يلعب في وسطها أطفال الشارع، كان المهاجر بينهم، يلاحق كبيرهم الذي علمهم السحر.
-كله تمام يا باشا.
-الحمد لله، هذه الدنيا وحلاوة قصصها وأحداثها..
واحترت
سمت صوت مخاض ونخل يهتز، كان الراوي، وقد شاهدته بأم عيني، يطل من بين مزن عالية، جنودها المطر والألم، قرأ ما كتب، نقشت على طين من طمي النهر، ما قرأ الراوي، يعلل كيف يجب على من يلاحق ظلال الأزرق، ان يتعلم الحكمة، لكي يتعرف على أسرار العشاق، عندما يأتيهم مردود الياسمين والحناء، فقد زرع ابي في قلبي، الصبر على حمل الأرض، أجاد الراوي فغنى:"
-قاعدة مع النيل والسحاب والطير المسافر والنخيل والزعف يعكسه الهوا ولا يسمح للطيور بالراحة والتوقف فوقه..يهش العصافير ويبعدها عن النخلة وان حد لام عليه يقول لوم الهوا».
- كم من نيل في القلب، ليتني حافة المقعدأو بجواره.
.. وكسرني نسيان رغبتي:
-تصوري مع الغيم وابعثيها الان قبل المغيب.
تاه الراوي، بين صناديق جدتي وأمي وأبي، وحارس البيارة، أضعت اسطوانتي الطحينية، لكن صوتي، نقش أسئلة الحب:
-انت فين، مع أي غيمة، أشري.
-في الشباك، من أوضة القلب.
- من الباب للشباك.
-تآخرت في الشغل؟
.. ولكن، روحت تعبانة نمت.
-الف الف سلامة، حياتك وراحتك بالدنيا.
انتشر العيد، مولد سيدنا النبي، عيون عابتي الأنيقة، الصاخبة تردد معي:
-مدد.. مدد يا رسول الله.
-يا شفيعي يا نبي.. مدد مدد.
(الرأي)