من الصعوبة بمكان أن يلّم أي باحث أو مراقب بأحوال جميع دول العالم من زوايا مختلفة كمستوى الديمقراطية أو الحريات العامة أو التنافسية أو نوعية الحياة إلى آخره. وبالمثل من الصعب الحكم على مدى كفاءة وفعالية الحكومات في البلدان المختلفة وإعطاء هذه الكفاءة والفعالية درجة.
من هنا تقوم بعض المعاهد المتخصصة بنشر أرقام قياسية لتوضيح مختلف المؤشرات السياسية والاجتماعية والاقتصادية ، مع إعطاء تلك المؤشرات أرقاماً محددة.
آخر ما أطلعنا عليه في هذا الصدد هو قائمة الدول الفاشلة ، وإعطاء فشلها أرقاماً قياسية ، وترتيبها حسب درجة الفشل ابتداء بأكثر الدول فشلاً وهي الصومال التي تحتل المرتبة الأولى ، وانتهاء بأكثرها كفاءة وفعالية وهي النرويج ، التي تحتل المرتبة الأخيرة وهي 177 ، ويقوم بإصدار هذه الجداول معهد يسمى (صندوق السلام) يتخذ الفلبين مركزاً له.
ُيقيـّم الصندوق مستوى الفشل في دول العالم ويقسمها إلى أربع مجموعات ، تضم المجموعة الأولى الدول الفاشلة وعددها 37 ، وتضم من الدول العربية: الصومال (1) ، السودان (3) ، العراق (7) ، اليمن (15) ، لبنان (34).
وتضم المجموعة الثانية 92 دولة ليست فاشلة ، ولكن كفاءتها بحاجة للتحسين ، وتضم من الدول العربية: موريتانيا (39) ، سورية (48) ، مصر (49)، جيبوتي (68) ، الجزائر (71) ، السعودية (87) ، الأردن (90) ، المغرب (91) ، ليبيا (111) ، تونس (118) ، الكويت (125).
المجموعة الثالثة ذات كفاءة معتدلـة مكونة من 35 دولة بينها من الدول العربية البحرين (133) ، الإمارات العربية المتحدة (137) ، قطر (139) ، ُعمان (144).
أما المجموعة الأخيرة فهي ذات كفاءة عالية 13 دولة ليس بينها دولة عربية واحدة ، ويتراوح ترتيبها بين 165 إلى 177.
صفات الدولة الفاشلة بموجب هذا المقياس هي حكومة مركزية ضعيفة وغير فعالة ولا تسيطر عملياً على جزء كبير من البلاد ، عـدم توفير الخدمات العامة ، انتشار الفساد والجريمة ، تحركات قسرية للسكان ، نزوح ولجوء. ويستعمل الصندوق 12 عاملاً لتقرير مرتبة كل دولة من حيث الفشل تشمل التهديدات الأمنية ، الخراب الاقتصادي ، خروقات حقوق الإنسان ،وتدفق اللاجئين (هروب السكان).
ملاحظة: لقراءة الجدول يلاحظ بأن السلم يتراوح بين المرتبة الأولى وهي منتهى الفشل ، والمرتبة الأخيرة 177 وهي منتهى الكفاءة.
الراي