الغزو البريطاني المصري للسّودان بينَ عامي 1896م – 1899م
معاذ الدروبي
20-10-2021 04:24 PM
نتحدّث في هذا المقال عنْ الغزو المصري البريطاني منْ أجل إنهاء الخلافة المهديّة في السّودان، وسوف نقوم بإستعراض سريع عنّْ أهمّ أسباب الغزو والمجريات الّتي دارت في هذا الغزو، والنّتائج التي تمخضت عنه.
أما عن الأسباب الّتي جعلت بريطانيا تغزو السّودان:
1. منْ أوّل هذه الأسباب تحسين الموقف المالي لمصر والجيش المصري؛ ونظرة أيضاً بريطانيا لتوفير الأموال التي تصرفها على تدريب الجيش البريطاني.
2. وثانياً مشروع ضبط النيل؛ لأجل السّيطرة على منابع النيل ولا يجب أنْ تكون بيد قوّة معادية لبريطانيا.
3. وأيضاً خوف بريطانيا منْ إزدياد نفوذ فرنسا بعد التّحالف الذي تمّ بينَ فرنسا وروسيا عام 1989م، وهزيمة إيطاليا منْ قبل الحبشة بمساعدة فرنسا مما أثار مخاوف بريطانيا منْ أن تنضم إيطاليا إلى جانب فرنسا نتيجة هزيمتها في الحرب، ونرى أنَّ هذه الأسباب كانتْ كفيلة للغزو.
وبعد التّطرّق إلى أسباب الغزو نتعرّف الآن على مجريات هذا الغرو، بدأت هذه المجريات منذ 1 أيار1986 عندما إستنجدت إيطاليا ببريطانيا فوجدت بريطانيا الفرصة من أجل البدء بالغزو على السّودان، وشكّلت مصر جيش بقيادة بريطانيّة وبالتّحديد القائد هربرت كتشنر (Herbert Kitchener) لغزو السّودان، وتمّ تحرّك الجيش بدون علم الحكومة المصريّة مما جعل الخديوي يغضب لعدم إستشارتهُ، ولكن إضطرّ للخضوع للأمر، وطلب الحكومة قرض منْ صندوق النّقد الأوروبي منْ أجل الحملة على السّودان بمبلغ نصف مليون، وكان عدد هذا الجيش 10 آلاف جندي، وإذْ تجمعت هذه القوّات في منطقة (حلفا) بتاريخ 1 آيار 1896م، وتمّ السّيطرة عليها وعلى منطقة (عكاشة)؛ فحدثت أوّل معركة بتاريخ 7 حزيران 1896م، وانتصر فيها الجيش المصري، وبعد ذلك توجه إلى منطقة (دنقلة)، وتمّ الإستيلاء عليها، وبعد ذلك تمّ الزحف الى منطقة (أبو حمد)، وكان الأمر يستلزم عدم تدخل الحبشة لمناصرة جيش الخليفة، وتمّ ذلك بالفعل، وثمّ تحرك الجيش إلى منطقة (العطبرة) والإستيلاء عليها، ونرى بسبب هذه الإنتصارت تزعزع معنويات جيش الخليفة، ووصل القائد (هربرت كتشنر Herbert Kitchener) إلى (أمّ درمان)، وتمّ دحر المهديين ورفع العلمين المصري والبريطاني، ومنْ الأعمال التي قام بها القائد (هربرت كتشنر Herbert Kitchener) نبش قبر المهدي وبعث هيكله إلى المتحف البريطاني إنتقاماً لمقتل القائد (غوردون).
ونتيجة للإنتصار الذي حققهُ الجيش المصري المتمثل بالقيادة بريطانيا، ونرى بعد ذلك تصادم بين البريطانيون والفرنسيون في منطقة (فاشودة)، وكان هذا التّصادم قدْ أدّى إلى حرب بينَ فرنسا وبريطانيا؛ ولكن فرنسا أدركت خطورة هذه الحرب على أراضيها على السّاحة الأوروبيّة، وتمّ تفادي هذا التّصادم، وعرفت هذه الأزمه بحادثة (فاشودة) 11 كانون الأول 1898م.
أمّا الخليفه (عبدالله التعاشي) قد تعقّبتهُ القوّات الزّاحفه للقضاء عليه وهو في موطنه دار الجوامع في المغرب؛ فأرسل القائد (كيتشنر) حمله للقضاء عليه، ولكن فشلت هذه الحملة، وتمّ ملاحقتهُ بأكثر منْ موقع، وبالنّهاية كانت المواجهة في منطقة (أم دويكرات) بالقرب منْ النيل الأبيض 24 تشرين الثاني 1899م، وإنتهت المعركة بمقتل الخليفة (عبدالله التفاشي) ومعه ألف منْ أتباعه .
وتمخض عنْ إستيلاء مصر وبريطانيا مجموعة منْ النّتائج وتجسّدت هذه النّتائج على شكل إتّفاقيّة عرفت بإسم " الحُكم الثّنائي " بريطانيا ومصر على السّودان، وإبرمت في تاريخ 19 كانون الأول 1899م حيثُ تضمتْ أثنا عشر مادة، وركّزت على كل منْ السّلطات المدنيّة والعسكريّة في يد ضابط بريطاني سمّيَ " الحاكم العام " .
ولكن في المحصّلة لمْ تُحكم السّودان منْ قبل مصر، وبقية هذه السّيطرة البريطانيّة حوالي خمسين عام حتّى إستقلّت السّودان وتسمّى هذه الحُقبة " بالعهد الثّنائي البريطاني والمصري " وهي تسميه غير دقيقة.