أريد وانا بكامل قوتي وقبل أن أرحل هناك، أن أقدم كل الامتنان لمن قبض على يدي حين ازعجني كبد الحياة، لمن آمن بي في حين فقدت ثقتي بنفسي، لمن منحني الطمأنينة في أشد حالاتي هلعًا، لمن تشبث بي على الرغم من وجود آلاف البدائل، والمودة كلها لمن رأى جانبي المظلم، ومأزال متيقن بأن بداخلي نورًا.

بين الحقيقة والوهم، بين الظاهر والباطن تفاصيل دقيقة يحملها الأنسان بقلبه ويمضى برضا إلى ما كتبه الله.
أحيانا يكون طريق الوصول شاقا وقد تشعر بالريبة ويمكن أن يعتريك الخوف من المجهول.

ولكنك تحمل رسالة ثمينة وحكمة بنيتها لزمن لذلك يحق لك أن تدخل إلى ذلك الحصن الكبير.
هناك بجانب البحر والجبال المرتفعة شق قلب الصحراء حصن شامخ متحديا قسوة الحياة.
عندما تصل هناك تنظر إليه بدهشة وتحاول اكتشاف الجديد.لانك لم تالف المكان، تتنفس بعمق تحاول اكتشاف ما يجري.

عند دخولك ستلتقي بوجوه طيبة تشعرك بأنك تعرفهم منذ زمن طويل، أرواح نقية ترحب بك بحرارة، وتشعرك بأن عليك أن ترسل الخوف بعيدا عنك، فترتاح قليلا تتنفس الصعداء.

تبدأ التجول في المكان يلفت نظرك بوابة كبيرة شقت الطريق لتطل على بحر غامق الزرقة، تشدك جاذبية اللون الأزرق.

تبدأ رحلة جديدة، وبما أن لا أحد يعرف حقيقة من أنت، من أين جئت، وماذا تحمل بروحك ووجدانك، يحاول سكان المكان اكتشافك، يحاولون أخبارك بما سمعوا عنك.
ولانك صادق وواضح ونقي عيونك تخبرهم الحقيقة وتنشأ بينكم الفة واخوية نادرة الوجود.
تقرر النظر إلى الأشياء بعيون جديدة. ترمي أحلامك في ذلك الفضاء الواسع كما ترمي طائرة ورقية، دون أن تعرف ما الذي ستعود به، حياة جديدة، أم بلد جديد.
البديات دائما جميلة تعدك بالكثير.

يمكنك وصف المكان بأنه استثنائي ‏لا يشبه إلا نفسه كلما تمعنت فيه أكثر تشعر بأنه يزداد جَمالًا.
قيل لي اكتبي عن المكان فقلت سأكتب احساسي فقط، فقلمي حر. لقد اعتاد أن يعبر بحرية وصدق عن كل ما استوطن روحي دون أن يخشى التبريرات العقيمة، لقد منحني الحق بأن اعبر عما اشعر به دون أن أخاف أن تخذلني الكلمات وهي لم تفعل يوما، ورفضت أن تكون تقليدية، بل اعتادت وصف الحقيقة بكل ما تحتوية من تفاصيل جميلة واستثنائية في تصالح صادق مع الطبيعة والبيئة والظروف.

جامعة العقبة للتكنولوجيا حصن شق قلب الصحراء ووقف شامخا يتحدى الطبيعة ليسطر قصة نجاح قادمة في الطريق إليه بدون أي شك أو تردد .
a.altaher@youthjo.com