انه ميلاد نبي الهدى والرحمة والانعتاق من عبادة الحجارة واصنام التمر والمعتقدات الفاسدة والتصورات المشوهة إلى عبادة الخالق الواحد الأحد الفرد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد.
انه ميلاد أمة كانت تعيش في ظلمات الجهل والجهالة والضلالة والخراب وضيق الافق إلى سعة من العقلانية والنظام والانضباط ونقاء القلوب وصفاء النفوس وحمل راية المجد والعز والكرامة.
فكان صلى الله عليه وسلم القدوة والمثل والمعلم والآمر والناهي بقلب يحمل الرأفة والرحمة والشجاعة والالتزام بما ينزل من السماء من آي الذكر الحكيم ليكون اول الملتزمين بالقيم والتوجهات الآلهية فكان داعيا ومنفذا ومطبقا.
وعندها صنعت النفوس العفيفة والقلوب الخاشعة والعقول الواعية والايادي المعطاءة فاستقامت معها الارادة القوية والعزائم الجليلة والهمم العالية وتمخضت عن ذلك دولة قوية مهابه وعاش الناس في رخاء.
وكانت نقلة في الصفات والمواصفات ومنظومة القيم التي ألقت بظلالها على حياة الأمة وجعلت منها منبرا للخير والعلى ونهضة وشموخا تعلم منه الآخرون وانتقلوا إلى تلك الديار او نقلوا تلك القيم لتكون لهم منبرا حاضرا في حياتهم.
نعمت الأمة بالمجد والكرامة حينما تمسكت بتوابت الحق وصميم الدعوة وعلا شأنها وانحدرت إلى الحضيض حينما تخلت عن هدى نبيها مخلفة وراءها الضعف وألهوان والتفكك فأصبحت قصعة لاعدائها.
اللهم صل على محمد صاحب الذكرى العطرة.