نحن الشباب لنا الغد ومجده المخلد .
لم تكن تلك شعارات غردت بها حناجر الاجيال في العقود الماضية، حتى تلاشت القصائد ولم يأت الغد طالما انتظرناه، لقد كانت هناك فرصة كبيرة للعمل على تحريك المارد في نفوس الشباب ليصنعوا الغد المنتظر، ما حدث ان هذا المارد القابع في زاوية التاريخ لم ينهض ولا يمكن ان يستفيق من سباته العميق، لان من كان بالأمس القريب يخاف من صحوته حريص على سباته.
هل الشباب والشابات في الاردن مستهدفون؟
سؤال متواضع جدا لكل من يتعجب من عدم القدرة على تحقيق اهداف التنمية المستدامة في مجتمعاتنا، إذا اتفقنا على ان هناك من يستهدفهم! فمن يكون؟!
من لديه المصلحة والقدرة على تنفيذ هذه الخطة ويملك كل الادوات المطلوبة؟
المخدرات كانت التقارير تشير ان الاردن ممر لتجارة المخدرات حتى اصبحت مقرا وممرا ، كانت المؤشرات اننا نتفوق على الكثير من دول الجوار في التعليم حتى اصبحنا الان نعاني من مخرجات التعليم والخريجين ، كانت فرص العمل والريادة تبدأ من شباب الاردن واليوم يهاجرون بأفكارهم وإبداعاتهم لمن يحتضنهم ، كنا نخرج القيادات في كافة المجالات ونتصدر كل المحافل الدولية والعربية بنماذج اردنية واليوم نراهم يمثلون دولا استقطبتهم وقدرت جهودهم ، ان اردت الاسترسال في سرد الأمثلة والنماذج سيطول الحديث عن مستثمرين مغتربين لم يعودوا قادرين على العودة وغيرهم ممن غادر البلاد.
مسؤوليتنا نحن الشباب والشابات تجاه الوطن اصبحت حتمية لنقف عند مفترق الطريق ونقرر ماذا يعني لنا الوطن اليوم وغدًا، لنكون جادين في فهم الحاضر واستيعاب التاريخ عندها نكون قادرين على بناء المستقبل الذي نريد، هنا اود التأكيد على آلية اعادة الأمل وإتباع نهج وطني جديد يبدأ من اعادة ضبط البوصلة الشخصية لدينا جميعا كشباب وشابات وفيما يلي الخطوات العشرة في التفكير الاستراتيجي للبدء:
أولا:
ان نثق بأنفسنا ونستعيد ثقتنا بالإيمان بالله تعالى وبأننا مكلفون من الله.
ثانيا:
الايمان بالوطن وانه يعني لنا كل شيء.
ثالثًا:
الايمان باننا قادرون على تحقيق اهدافنا.
رابعا:
ان نحدد أهدافا يمكننا تحقيقها.
خامسا:
ان ندرك ان الوطن لمن يدافع عنه ويؤمن به وليس ملكًا لأحد دون الاخر.
سادسًا:
ان نجعل من أحلامنا ودوافعنا وقودا لاستمرارية الحياة الكريمة في سبيل النجاح.
سابعًا:
ان نثق ببعضنا البعض ونحب الخير للآخرين كما نحبه لأنفسنا.
ثامنًا:
ان نعمل معا بروح الفريق والجماعة.
تاسعًا:
ان نؤمن بقدرات وامكانيات الاخيار من قادة، ومصلحين، وأصحاب الخبرة والمعرفة.
عاشرًا:
ان نفكر كيف نعمل على انتاج ما يلزمنا من طعام وشراب لنعيش بكرامة.
هذه عشرة خطوات تلزمنا في هذه الظروف العصيبة لنعيد انتاج انفسنا كشباب مؤثرين وقادرين على قيادة مجتمعاتنا وانهاء ظاهرة الانقياد واللهث وراء الفتات الذي يرميه أصحاب الخطط المستهدفة للشباب والشابات ممن باعوا انفسهم وابدعوا في اغراق سفينتنا ، لمن سعوا لشيطنة الشباب والشابات لينالوا منهم ومن مستقبلهم ، هي معادلات صعبه جدا ، لكن هناك في تاريخنا قصص كثيرة تدعونا جميعا لإيقاظ المارد في داخلنا والنهوض من أجل التغيير من اجل الاجيال القادمة والمستقبل الافضل بإذن الله ، ليكون الاردن افضل في مئوية ثانية في ظل مليكه وولي عهده وشعبه الأبي وشباب الوطن الغالي في مقدمة الشعوب ، حمى الله الاردن وعاش الشباب .
(الدستور)