كثرة المرجعيات وتناقضها وتغييب الحقيقة!
باسم سكجها
19-10-2021 11:54 PM
يقول المثل المصري: “كٌثر السلام يُقلّ المعرفة”، وعلينا أن نقول عندنا في الأردن:”كثرة المرجعيات تُقلّل الأداء”، وفي حقيقة الأمر فقد تكاثرت المرجعيات الأردنية حتى تناقضت، وبالطبع فمع هذا الوضع، لا يستطيع المواطن معرفة المسؤول؟!
في غير مرّة، أعلن الملك للمواطنين: “ إذا قال لكم مسؤول هذه أتت من فوق، فهذا ليس صحيحاً”، وكان جلالته يقصد بالطبع نفسه، ولكنّنا الآن نضيع بين قرارات تعدّدت فيها المرجعيات، وصار رمي الفشل على الآخر تقليداً أردنياً مُكرّساً!
نضيع، الآن، بين قصّة “سند أخضر” والتطبيقات التي فشلت في كونها تمثّل دينامية الدولة، ويخرج علينا وزير متخصّص قائلاً: ليس هناك من شيء اسمه “سند أخضر”، مع أنّ وزراء غيره دعوا إلى “السند الأخضر”، حتى تكرّس هذا المصلح في أذهان الجميع، وصار حديث تندّر لأنّه غير متاح للكلّ!
سدّ الوالة صار خاوياً، وتمّ تبادل الآراء، والتناوش بين المسؤولين الحاليين والسابقين عن السبب، فهل أفرغ عن قصد، أم أنّ الشمس الحارقة جفّفته، ومع أنّ آلاف الزراعات في آلاف الدونمات ماتت، فلم يجب أحد على السؤال!
وتغرق البلاد، الآن، في سؤال كورونا من جديد، فقد وضع العلماء الأردنيون نسبة الخمسة بالمائة حدّاً فاصلاً بين الوباء والشفاء، وها نحن نتجاوز النسبة، والغريب أنّنا نستمع إلى كلام تطمين، وإلى كلام تشاؤم، فلمن نستمع ومن هي المرجعية، وخصوصاً أنّ مفعول المطاعيم التي أخذت ذهبت مع تقادم الزمن؟
ويأتيك خبر جرثومة “شيغيلا”، فنستمع إلى أنّ سيل الزرقاء هو السبب، وهناك تحذيرات جادة حوله، ولكنّ هناك من يخرج ليقدّم رسالة اطمئنان بأنّ مياه سدّ الملك طلال آمنة، لأنّها تُستخدم للزراعة فقط، وهناك تحذير طبعاً من استخدام مياه السيل للزراعة، والسدّ لا يتغذّى سوى من مياه السيل!
عشرات من الأمثلة على أمور تحدث في بلادنا، يضيع معها المواطن بين حانا ومانا، وتحميل المسؤوليات للغير، في تغييب عجيب للحقيقة، وهروب واضح من الاعتراف بأنّ إصلاح جهازنا الإداري صار ضرورة، ومسألة حياة أو موت، وللحديث بقية!