اسرائيل التي لم تكف يوما عن تحقيق استراتيجية استعمارية عدوانية جشعة في المنطقة العربية تبذل كل جهد وتنتهز كل محاولة متاحة لبسط هيمنتها العسكرية والسياسية والاقتصادية على دول الجوار العربية .. ومنذ عقود وهي تنشر جواسيسها ورجال مخابراتها في لبنان الشقيق وفي غيره .. وقد اكتشفت السلطات اللبنانية في العامين الأخيرين عددا كبيرا من الجواسيس الذين يعملون لحساب الموساد الاسرائيلية .. وقبل أيام اكتشفت جاسوسا خطيرا جند للسيطرة من خلاله على شبكة الاتصالات اللبنانية التي وضعتها هدفا لها منذ بداية ازمة الحكم بين تياري 14 آذار و18 آذار .. وقد استطاعت الأجهزة الأمنية اللبنانية افشال المخطط الاسرائيلي والقيام بعملية مسح واسعة وشاملة لالقاء القبض على كل مشبوه يتعاطى بأي وسيلة من الوسائل مع أي جهة اسرائيلية.
واللافت أن السلطات اللبنانية منشغلة بل ومنهمكة هذه الأيام في تعقب أية عناصر يتبين أن لها علاقة ما مع جهات اسرائيلية .. لا سيما وأن اسرائيل التي منذ هزيمتها في حربها العدوانية على لبنان في العام 2006 تبيت نوايا لاغتصاب الثروة النفطية في الأراضي والمياه اللبنانية .. وقد أعدت حكومة نتنياهو مخططا من أجل ذلك .. لكن لبنان جيشا وحكومة وشعبا ومقاومة قد عقد العزم على اجهاض وافشال هذا المخطط الاسرائيلي الاستعماري المكشوف ..
ويرى المراقبون والمحللون العسكريون والسياسيون الأميركيون بخاصة والغربيون بعامة أن ثمة حربا منتظرة بين اسرائيل ولبنان ومن المتوقع نشوبها عندما تستكمل اسرائيل استعدادها واعدادها لشن هكذا حرب عدوانية قد تتسع دائرتها لتصبح حربا اقليمية مدمرة ..
وذلك لأن بمقدور اسرائيل اشعال فتيل هكذا حرب ، ولكنها لا تستطيع اطفاء حرائقها وتحديد مدياتها ومساحتها ..
والذي يفاجىء بعض الأوساط البنانية والعربية التي تدعي الولايات المتحدة الأميركية أنها صديقة وحليفة لها أن ادارة الرئيس باراك أوباما لا تتورع عن دعم اسرائيل في أي حرب عدوانية تشنها على لبنان ..
المهم أن على الدول العربية المجاورة لفلسطين المحتلة أن تكون يقظة ومتنبهة لمحاولات اسرائيل التسلل الى اراضيها والى مدنها ومنشآتها المدنية والعلمية والتقنية من خلال جواسيس أو وسائل أخرى.
لذلك لا بد من تنسيق وتعاون بين الدول العربية المجاورة لفلسطين المحتلة بخاصة وبين جميع الدول العربية بعامة لافشال أي محاولة اسرائيلية للتسلل الى مواقع الأمن القومي العربي أو الى مواقع الأمن الوطني لأي دولة عربية.
(الرأي)