السفارات الأردنية والاستثمار
الدكتور عادل الزيود
19-10-2021 11:02 AM
زيارات جلالة الملك لعدد من دول العالم تحقق نجاحا ملفتا على كافة الصعد، وتفتح الطريق وبشكل قوي للعمل من قبل الجهاز الحكومي وبالذات السفارات الأردنية بالخارج لجذب المزيد من الاستثمارات والمساهمة في تعزيز الاستثمارات القائمة.
في ظل الظروف الحالية، أصبح مطلوب من السفارات تعزيز وخلق شبكة من العلاقات مع رجال الاعمال والتكتلات الاقتصادية الموجودة في الدول التي يقيمون بها، وان يتم اطلاع رجال الاعمال الأجانب بهذه الدول على الفرص الاستثمارية والبيئة الاستثمارية المتاحة بالمملكة، وتسويق العمالة الأردنية والمهارات التي يتمتع بها شبابنا شريطة ان يتم توفر قاعدة بيانات عن نوعية هذه العمالة والشهادات الجامعية والخبرات المتوفرة لدى شبابنا.
النقطة الأهم، ان تقوم السفارات ايضاً بتعزيز تواصلها مع "الكنز المهمل" وهو رجال الاعمال الأردنيين بالخارج ومحاولة اقناعهم بإقامة مشاريع استثمارية بالوطن الام، او تشغيل عدد من الأردنيين في مشاريع واستثماراتهم بالخارج، لدينا عدد كبير من رجال الأعمال الأردنيين بالخارج، وإذا تم اقناعهم بالعودة او إقامة مشاريع لهم بالمملكة اعتقد جازماً بانه سيتم إقامة مشاريع بالمملكة وعلى ارض الوطن بمئات الملايين من الدولارات، وتشغيل الآلاف من شبابنا.
وحتى تنجح السفارات بالقيام بدورها التنموي، فان هذا يتطلب تعاون كبير من قبل الجهات المعنية بالاستثمار في المركز أي في العاصمة عمان والسفارات، حيث يتطلب هذا توفير وتزويد السفارات بكافة المعلومات الخاصة بالبيئة الاستثمارية والفرص المتاحة.
ومن الممكن تحديد ضابط ارتباط في الجهات المعنية بالملف الاستثماري، مهمته الأساسية التواصل مع السفارات بشكل مستمر وتزويدهم بكافة المعلومات الضرورية وضمان تزويدهم بالإجابة على اية استفسارات تحتاجها السفارات بالسرعة القصوى.
وحتى تكون هذه الجهود للسفارات منتجة، لابد من وجود إدارة كفؤه لملف الاستثمار، لان غير ذلك لن يجدي نفع وستذهب جهود سفاراتنا بالخارج هباءً منثورًا، كلنا لاحظنا بان هناك إدارات كان لها الدور الأبرز في تراجع الاستثمار بشكل مرعب ومخيف، ولأننسى جميعاً تراجع الاستثمار في عام 2018 بنسبة 54%! حسب الإحصاءات الرسمية.
وان أمكن تنظيم جائزة او تكريم للسفارات الأكثر نشاطاً في جذب الاستثمارات وتشغيل العمالة المحلية كنوع من الحافز وخلق نوع من التنافس بين السفارات الأردنية بالخارج.
وجود حلقة متكاملة ومنتجة ما بين السفارات والجهات المعنية بالاستثمار ورجال الاعمال وغرف الصناعة والتجارة شرط أساسي للنجاح.
وفي الفترة الحالية أصبح لدينا وزارة للاستثمار ووزير فعلي وليس وزير دولة، نتمنى جميعا التوفيق والنجاح، لان نجاح وزارة ووزير الاستثمار مهم وحيوي لاقتصاد بلدنا الحبيب.
الوطن كبير ويزخر بالفرص الاستثمارية والكفاءات القادرة على تحقيق التغيير الإيجابي، حفظ الله الوطن وقائده.