تفتقر الأمة العربية إلى الحصافة واليقظة والنباهة في التعامل مع الأحداث التي تواجهها تحت مسميات مختلفة ومنها الصاق الإرهاب بها واتهامها في دينها واختلاق المشكلات لها الواحدة تلو الأخرى حتى تبقى تعيش حالة من الصراع الداخلي مستنزفة قواها البشرية والاقتصادية وملقية عليها بظلال الضعف وألهوان والانشغال في اللحاق بالامم المتقدمة فتبقى مأزومة مهزومة.
إن أعداء الأمة العربية صنعوا أدوات جديدة لضربها وتفكيكها دون تحمل خسائر كبيرة وذلك من خلال صناعة فتن واحداث وإنشاء تنظيمات تخريبية تتخذ من الإسلام عنوانا لها لتكون مقبولة ومستساغة للعناصر الفارغة من الفكر السليم وللذين يلهثون وراء المال او تحقيق الذات من خلال المغامرات وحب الشهرة وتعبئة الفراغ.
يصنعون تنظيمات ارهابية موجهة ويمدونها بالسلاح والمال وتعيث فسادا وتضرب مصالح الأعداء لتكون ذريعة لضرب البلاد وتدميرها بحجة محاربتها والقضاء عليها وربما ينفذ العدو نفسه عمليات تخريبية ضد مصالحه وتنسب لهذه التنظيمات لتكون سببا للهجوم والانتقام وليس ضرب برجي مركز التجارة العالمية في نيويورك ببعيد عن ذلك وكذلك ما حصل في العراق وسوريا وليبيا واليمن حيث تفسخت هذه الدول واصبحت حلبة للصراعات مخلفة القتل والدمار والتخلف والفساد.
هذا هو ديدن العدو وهذه ادواته الخبيثة لمحاربة هذه الامة والقضاء على اي تقدم او نهضة مأمولة وبذلك يتحقق الهدف وتبقى هذه الأمة ترزح تحت رحمة العدو والحاجة اليه في تحقيق أدنى المتطلبات الحياتية.
لقد رضي العرب بهذا الواقع وتعايشوا معه وهم يعلمون حقيقته طمعا في المناصب مدفوعة الثمن وتركت الشعوب هائمة مثقلة بالاعباء منقطعة الأمل.