صحيح أنّ الدنيا حرّ ، وصحيح أنّ الجوّ مضغوظ ، ولكنّ الحملة التي تعرّضنا لها خلال الأسبوع الماضي وتتعلّق بالموجة الحارّة ، كانت أكثر حرارة ممّا شهدنا حتى الآن ، ونحن نكتب ونقرأ أنّ اليوم (أمس) هو ذروة هذه الموجة.
وأعرف صديقاً سارع إلى شراء وتركيب مكيّف للهواء خوفاً على أولاده من اللهيب المقبل ، وانصياعاً للتحذيرات التي بلغ الأمر بها بتوقّع أن تخلّف الموجة وراءها قتلى ، وخصوصاً من مرضى القلب والضغط الشرياني ، وهي الأمراض الشائعة عند الأردنيين ، وحين هاتفته بالأمس قال إنّه عائلته استعملت المكيّف ساعتين فقط.
وليس ذلك بجديد علينا ، ففي كلّ شتاء تأتينا حملات تحذيرية شديدة اللهجة حول موجات ثلوج ستتكدّس ، أو سيول ستأخذ في طريقها الأخضر واليابس ، فلا يأتينا سوى ندفات ثلج ، أو رذاذ مطر ، وحين لا تأتينا تحذيرات يصل ارتفاع الثلج إلى متر وأكثر.
وأكثر من ذلك ، فمع الكسوف الشمس الشهير قبل سنوات قليلة ، تعرّضنا إلى حرب إعلامية منظمّة تحدّثت عن تخوّفات من أن يُصاب الناس بالعمى ، لدرجة أنّ عمّان تحوّلت إلى مدينة أشباح ، في الوقت الذي كانت الشعوب الأخرى تستمتع بمشاهد الكسوف في الشوارع ، ويبقى أنّنا لا نقول إنّ الطقس لطيف ، بل هو حار وحار جداً ، ولكنّه لا يستدعي كلّ هذه التحذيرات التي تدخل الرعب في نفوس البشر.