في 1961/10/5 الحكومة الفرنسية تفرض منع تجول عنصري على الجزائريين المقيمين في العاصمة باريس.
وفي مثل هذا اليوم 1961/10/17 ضاق الحال بالجزائريين في باريس نتيجة منع التجول فخرج ثلاثون ألفا منهم في مظاهرة سلمية احتجاجية ضد منع التجول وتضامنا مع الثورة الجزائرية؟
مدير شرطة باريس العنصري (موريس بابون) اطلق قوات الشرطة لمهاجمة المتظاهرين فوق جسر سان ميشيل على نهر السين فقتلت 300 جزائري خلال ساعة والقى رجال الشرطة بالجرحى أحياء من فوق الجسر إلى النهر،، واعتبرت اكبر مذبحة بعد الحرب العالمية الثانية.
ظلت فرنسا تنكر المجزرة حتى عام 1999 حين أقر القضاء الفرنسي في دعوى مرفوعة ضد مدير الشرطة أن المجزرة أرتكبت عمدا.
الفرنسيون اكثر الغربيين ثرثرة عن حقوق الأنسان والشعوب والحريات، ثورتهم الكبرى عام 1789 إلى 1799 كانت الاكثر دموية في عصرها ومن رحمها أنطلق الاستعمار الفرنسي للشعوب في أفريقيا والهند الصينية كابشع ما يكون الاستعمار دموية وبطشا بالشعوب المستعمرة واستيلاء على ثروتها وتدمير تراثها وطمس هويتها؟
مالفرق بين مذبحة دير ياسين في فلسطين ومذبحة نهر السين في باريس؟؟ مذابح استعمارية متشابهة، بصورة واحدة وسلوك إجرامي واحد وسياسة إنكار واحدة.
إن ما يثير الدهشة ولا أجد له تفسيرا انه ورغم أن فرنسا في العام 1830 عندما نزل الأسطول الفرنسي إلى الساحل الجزائري واحتل البلاد صادرت ونقلت كل مخزون الذهب الجزائري الى باريس، ورغم 132 عاما من البطش والقتل ومصادرة الأرضي والثروات وسقوط مليون شهيد ، ورغم رفض فرنسا الاعتذار عن الفترة الاستعمارية ناهيك عن إنكار اي مسؤولية بالتعويض الا ان العلاقات الاقتصادية والسياسية استمرت حتى الأن متينة؟؟ كيف ولماذا؟؟ لا أدري؟؟.
لو كانت المذابح التي ارتكبتها القوات الفرنسية وقد وقعت بحق اليهود كما فعل هتلر في ألمانيا لكانت فرنسا الان قد دفعت مئات المليارات تعويضات للمتضررين وما زالت تدفع.
نحن العرب ليش حيطنا واطي ما بعرف؟؟ بس انا بعرف مين وطى حيطنا؟؟.