تعد المكتبة من افضل المصادر التي يرجع اليها المرء بشكل عام للحصول على المعلومة والاستفادة المعرفية منها في مجالات البحث والدراسة والتقصي وهي الجسر الواصل بين مختلف الثقافات، يتعرف القارئ من خلالها على ثقافة وتفكير المجتمعات البشرية الاخرى وتعد من اقدم وسائل التعلم والانفتاح على العالم الخارجي، ولا تعتبر المكتبة ذات اهمية الا اذا احتوت على الكتب المفيدة التي تساعد على توسيع قاعدة معلومات القارئ وتنمي تفكيره وكمرجع مهم للمؤسسات التعليمية والاكاديمية والمراكز البحثية، فكيف يمكن ان تنشا مكتبة وتخلو من الهدف الجوهري لانشائها؟!
ان المتعارف عليه ان المكتبة هي عبارة عن بنك معلومات متنوع من شتى العلوم والاداب والفنون، هي ضرورية للباحث والطالب والمعلم والعالم ومن يعرف قيمة القراءة. واذا القينا نظرة تفحصية على حال المكتبات في الاردن نرى ان هناك عددا لا باس منه من المكتبات كالمكتبة الوطنية التي ترعاها امانة عمان والمكتبات العامة الموجودة في كل محافظة، وفي بعض الالوية وان كانت تحتاج الى مزيد من الاهتمام والدعم واصلاح مرافقها وتنويع الكتب الموجودة فيها وتوسيع قاعدة معلوماتها وربطها بالتقنية الحديثة.
المكتبات المدرسية ايضا تعاني من شح في مواردها وتفتقد الى الكتب العلمية والادبية التي يحتاجها الطالب، هي تحوي في معظمها كتبا للتسلية كالقصص والمجلات تتسم بمحدودية محتواها وفائدتها العلمية والمعرفية، فالمتعارف عليه ان المكتبة المدرسية من اهم ادوارها صقل وتنمية معلومات الدارس وهذا قلما نجده في المكتبات المدرسية لدينا!
والمكتبات الجامعية وعلى راسهامكتبة الجامعة الاردنية، والتي تعد بالمقارنة مع باقي الجامعات هنا في الاردن من اغنى المكتبات بما تحويه من كتب ومراجع وموسوعات في شتى المجالات والثرية في قيمتها الادبية والعلمية والفنية، ولا ننسى في هذا المضمار مكتبة شومان وهي من المكتبات الخاصة المتفردة في الكتب المميزة تعتبر من اكثر المكتبات شهرة على المستوى المحلي والخارجي وهي نموذج يامل العديد منا ان تعمم تجربتها على باقي المكتبات.
ما تحتاجه المكتبات الاردنية يتلخص في الدعم المتواصل من جانب المؤسسات الثقافية من ابرزها وزارتي الثقافة والاعلام بالتعاون مع وزارتي التربية والتعليم والتعليم العالي، وذلك لمد جسور التواصل فيما بينها للنهوض بمستوى المكتبات وتشجيع المواطنين على القراءة للفائدة الشخصية والمجتمعية والوطنية فهي عامود نهضة وتحضر اي مجتمع.
(الدستور)