انتخابات الصحفيين .. وقوة الحضور والتأثير
فيصل تايه
15-10-2021 12:06 PM
كان من المقرر أن تحسم اليوم "الجمعة" المعركة الانتخابية لنقابة الصحفيين الاردنيين "لمنصب النقيب ونائب النقيب واعضاء مجلس النقابه والبالغ عددهم تسعة اعضاء" لكن وكما هو متوقع وبسبب عدم اكتمال النصاب في اجتماع الهيئة العامة فقد تقرر تأجيل الانتخابات إلى الأسبوع القادم " بمن حضر" ، حيث لم يحضر هذا اليوم سوى 416 عضواً من أصل 1142 ممن يحق لهم الانتخاب .
لقد تابعنا خلال الأيام القليلة الماضية أن الكثيرين قد أبدوا حماساً كبيراً وتفاعلاً مصحوباً بالتفاؤل بامكانية احداث تغيير كبير في خارطة اعضاء مجلس النقابة إلا أنه في المقابل لا زال هناك جدل واسع بشأن التركيز على المسؤوليات التي ستواجه المجلس القادم التي تحتاج إلى إعلاميين صحفيين اردنيين يمتلكون القدرة الحقيقية على مواجهة كل التحديات بكل همة ومسؤولية .
انني ارى اليوم وكما يرى العديد من المراقبين أن المشهد الأكثر إيجابية ، والذى أعتقد أنه المكسب الحقيقى من وراء انتخابات نقابة الصحفيين ، هو تبارى المرشحين في لَمّ شمل أبناء المهنة، وإيجاد فرص وخدمات تسهم فى رفع المستوى المهني من خلال الرؤى والحلول التي حملتها مضامين برامجهم الانتخابية والتي تنص على المساعدة فى الارتقاء بالمهنة ونبذ التعصب لتيارات بعينها وإطلاق المزيد من الحريات الصحفية ، لكني آمل من المرشحين أن يستمروا في تقديم هذه الحلول والرؤى ، حتى لو لم يحالفهم الحظ بالنجاح فى هذه الدورة.
لكن ، وفي الوقت الذي يتركز فيه المزاج العام بين الصحفيين خلال هذه الفترة هو البحث عن توازن يفيد المهنة والعاملين فيها، وتلك المتعلقة بالحقوق والحريات ، تختلف رؤية البعض الآخر في الاتجاه ذاته ، حين يظهر التباين في البرامج والأولويات بين المرشحين على رئاسة وعضوية مجلس النقابة ، فأبرز شواغل المرشحين هي تلك المتعلقة بمستقبل المهنة والعمل على مواكبة التطور الذي يشهده العالم ، وعدم الانغماس في القضايا التي " لا تسمن ولا تغني من جوع "، والتي تراكمت وتضخمت وتحوّلت إلى أزمات حقيقية ، لأنها لم تجد من يتحمل مسؤوليتها ويتصدى لها ويفتح حوارا مع المؤسسات المعنية حولها للخروج من دوامات التحديات ومواجهتها بقدر عالٍ من المسؤولية .
من الملاحظ ان الجو العام السائد في انتخابات مجلس نقابة الصحفيين وبشكل عام هو طابع الارتياح العام ، اذ تعتبر دورة الانتخابات "هذه" الأكثر نزاهة لتوفّر جميع وسائل الشفافية ، فليس هناك ما يقلق الجماعات الصحفية من الناحية الإجرائية ، فالانتخابات ذات طبيعة خاصة تمثّل للصحفيين فرصة مهمة لتحقيق مصالح هامة تمثل أهمية في أن يكون هناك نقيب قوي يتصدى لحقوق المهنة ، ومجلس نقابه يلبي الآمال والطموحات ، والآمل كما سبب واشرت ، وكذلك اولوية أن تفرز هذه الانتخابات مجلس يوازن بين كافة القضايا التي تتطلبها حساسية المرحلة.
اننا وحين نقدم على صناديق الاقتراع في موعد الحسم "الاسبوع القادم" أن نعي تماماً اننا امام مرحلة حاسمة من عمر نقابة الصحفيين الاردنيين ، حيث يجب أن يتحمل المجلس القادم "نقيب واعضاء مجلس" كل مسؤوليات القول والفعل وكما ينبغي ، ذلك بسرد اردني نهضوي ينحاز للإنسان والخير والعدل والمساواة والنهضة ، لتتمايز الرواية الاردنية وروايات العالم المتحضر في عالم يسوده الارباكات والصراعات بين الخير والشر ، فالعالم ايها الصحفيون الاردنيون هو مجرد حَبكة ، والإعلام الاردني القوي يستطيع أن يَحبِك روايته جيداً ، ويجد لها ذرائعها “الأخلاقية” ومبرراتها “الإنسانية” ، بل ويقوم بتأويل النصوص المقدسة لتكونَ ذريعةً أخرى بيده يستخدمها كمرافعةٍ وجيهة في وجه التحديات ، ويستطيع أن يقدّمها بطريقة باهرة ومثيرة ومغرية ومُغْوية، وهي بسبب انتشارها وقوة حضورها قادرة على التأثير والتغيير.
ما نحتاجه في الجمعة القادمة ان نصل بقوة الحضور والتأثير ، بجهد جماعي وبرواية حضارية قوية ، عادة ما تستحوذ على المشهد ككل ، في ظل تجاذبات مهنية كبيرة وتحديات وطنية مختلفة ، فنحن في عصر تسود فيه المصالح التي تعلي الربح على القيمة، والمنفعة على أي شيء إنساني آخر ، فكم نحن بحاجةٍ ماسّة لكل الجهود العاقلة ، ليست الجهود العابثة والتي لا تريد من الوطن إلا اسمها ، فالاردن اليوم بحاجه لكل ابنائة الاخيار ليتبدّل الحال ، والاردن اليوم بحاجة لاردنيين صحفيين فاعلين ، الاردن اليوم بحاجه الى اعلاميين وطنيين ناصحين ، داعمين لاي مسيرة فيها الخير دون مزمل ولا مدثر .
انتخابات نقابة الصحفيين الجمعة القادمة تتطلب من الجميع التمسك بالثوابت المتمثلة بأدبيات المهنة بشكل كامل ، والالتزام بتقاليدها وأدبياتها ، وإلى تطبيق القواعد المهنية العامة التي تضمنها ميثاق الشرف الصحفي خلال الحالة الانتخابية ، وإلى ما ورد بالقوانين المنظمة للانتخابات وللصحافة والتحلي بروح المسؤولية والتقاليد المهنية المعمول بها في دول العالم الديمقراطية ، وإلى نتائج رصد الأخطاء ومعالجتها ، وصولا الى انتخابات حرة نزيهه ترقى الى رقي الصحفيين الاردنيين ووعيهم ووطنيتهم لننقل صورة حضارية فذة نفخر ونعتز لبلد موئلاً للحرية والديمقراطية والحياة الفضلى بإذن الله .
مع تمنياتي للأخوة الصحفيين بالتوفيق هذا اليوم
والله الميسر ، عليه توكلنا
وهو صاحب الفضل العظيم ..