اول لقاء صحفي مع الحاجة آمال زوجة اسماعيل هنيه رئيس الوزراء الفلسطيني
10-01-2007 02:00 AM
قيل.. وراء كل رجل عظيم امرأة.. وهي المرأة التي لطالما اختفت وراء الكواليس صدقت المقولة.. واثنت عليها .... فمن هي المرأة التي وقفت وراء إسماعيل هنية رئيس وزراء الحكومة العاشرة ودفعته إلى الأمام ليكون قائداًً حزبياً ثم أول رئيس وزراء من حركة إسلامية معارضة في فلسطين ؟؟الحاجة آمال محمد هنية عقيلة رئيس الوزراء ، تقاربه بعدد السنين، ولدت عام 1963 بمخيم الشاطئ للاجئين، على بحر غزة، توجت سني عمرها المديد بزيارة البيت العتيق مؤدية مع زوجها رئيس الوزراء الركن الخامس .
معا حصلت على اول مقابلة صحفية مع عقيلة رئيس الوزراء لتتحدث عن تفاصيل كثيرة في حياتها وحياة رفيق دربها وعن الجانب المجهول في حياة رئيس الوزراء ودورها فيه.
ابنة السادسة عشرة :
ارتبطت برفيق دربها منذ السادسة عشرة من عمرها، وكان مقارباً لها بالعمر، ولكنها منذ ذاك اليوم كانت الغائبة الحاضرة لم يعرف عنها سوى المقربين والأصدقاء والجيران.. ، تركت تعليمها وهو أكمل مسيرته التعليمية بتمويل من والدها، عمه شقيق لوالده الذي تكفل بالإنفاق عليه كون والد اسماعيل هنية توفي وهو صغير، واسماعيل الصغير كان الشقيق الوحيد لثمان شقيقات، زوّجه عمه محمد من ثاني اصغر بناته"آمال"، وتكفّل بتمويل دراسته الجامعية حتى نال درجة البكالوريوس باللغة العربية بتقدير جيد جداً، جهّز له عروسه وابتاع لها الذهب وأرسلها إلى بيت الزوجية مع ابن شقيقه الوحيد.
مسيرة صعبة في غياب الزوج :
منذ ان تزوجت آمال باسماعيل الذي تدعوه بـ" ابو عبد السلام" اعتادت على غيابه الطويل ، فتقول انه عندما كان تلميذاً بالمدرسة كان يلقي بحقيبته المدرسية ويسارع إلى الملعب لممارسة هوايته بلعب كرة القدم، ومن ثم يتناول المشروبات الغازية وبعض السندويتشات مع اقرانه حتى الساعة الثانية فجراً، وعندما التحق بالجامعة تكرر غيابه كونه شغل منصب نائب رئيس مجلس الطلاب ومن ثم رئيساً له.
في كلمة الخريجين التي ألقاها في حفل التخرج تساءل عن مورد الرزق لمئات الخريجين الجامعيين، وكان من بين الحضور رئيسا معهد الازهر الديني " د. محمد عواد" ورئيس الجامعة الإسلامية حينها د. محمد صيام اللذان طمأناه فور إنهاء الحفل بانه سيكون موظفاً بالجامعة الإسلامية، وفي شهر ايلول من عام 1987 تسلم مهمة التدريس وبعد شهرين كما تقول " ام العبد" كما هو متعارف بالشارع الغزي مناداتها كانت الفرحة الكبرى عندما تسلم أول راتب له من عرق جبينه كان يومها اقل من 900 شيكل جاء به إلى المنزل وقال لها:" آه يا أم العبد بشو بتحلمي وشو حابة تشتري؟".
ولكن الغياب جاء ليخطف الزوج المحاضر بالجامعة بعد شهرين اثنين أرسلت له المخابرات الإسرائيلية حينها فقامت باعتقاله لمدة 12 يوماً وتكررت حالات الاعتقال في عام 87 ليسجن 12 يوماً، ثم ستة أشهر، ثم افرج عنه وبعد سبعة شهور اعتقل وحكم عليه بالسجن لست سنوات قضى منها ثلاث سنوات ونصف ودفع غرامة مالية قدرها 6000 شيكل ليخرج قبل انتهاء مدة ستة أشهر، قام بدفع المبلغ والد زوجته الذي كان متعهد شبكات صيد سمك في مخيم الشاطئ، ومن ثم أبعده الاحتلال إلى مرج الزهور في الجنوب اللبناني، فقامت بدفع المبالغ الطائلة للاتصال به بعد انقضاء تسعة أشهر على إبعاده، وبعدها اعتقل لدى السلطة الوطنية بين فترة وأخرى تعددت فترات الاعتقال بين يومين وأكثر، فكانت مراحل حياة اجتازتها كما تقول بتحدٍ وإرادة قويتين شاكرة لله تعالى أن امتن عليها بزوج شاب متدين وتقي ومتعلم على حد قولها، وتؤكد انها كانت مستعدة للتضحية مع زوج مثله.
الأم التي اعتادت الغياب رزقت بأطفالها الثلاثة عشرة أثناء غياب متكرر للزوج، وبين ومرة ثالثة ابتاعت ذهبها الذي قدمه مهراً لها وقدمته فداء له ولمسيرته ومرات عدة احتفظت براتبه الذي كان سارياً ويصرف له من الجامعة الإسلامية ورفعته للأيام فكان أن وجده بعد خروجه من سجون الاحتلال فابتاع به سيارة ومصاغاً لها وبدأ ببناء بيت والده الذي كان طابقاً واحداً فقط.
ثلاثة عشر كوكبا :
أولادها الذين رزقت بهم كان هو يختار اسماءهم جميعاً فرزقت بـ عبد السلام عام 1981، همام 1983، وسام 1984، معاذ 1985، سناء 1986، سناء متزوجة ولدت عام 1986، بثينة متزوجة ايضاً عام 1987، ثم خولة ولدت أثناء اعتقال والدها عام 1992، فعائد ولد أثناء إبعاد والده إلى مرج الزهور ولد عام 1994، فحازم 1994 أيضاً، فأمير 1995، ومن ثم محمد عام 1996، فلطيفة عام 1998، وأخيراً سارة ابنة الثلاث أعوام والتي يعشقها والدها رئيس الوزراء.
عن غيابه وأطفاله البالغ عددهم ثلاثة عشر قالت:" انا التي اهتممت بالبيت وبالأطفال جميعاً وبأمه المريضة وكنت المدبرة وسهرت على تعليم الأطفال كما ساندته في دراسته الجامعية كثيراً وساعدته في حفظ القرآن الكريم وكنت خير جليس له أثناء مكوثه بالمنزل، فهيأت له منزلاً هادئاً وفرشته بأثاث كامل وكان يفاجأ كلما خرج من السجن بما أنجزته فترة غيابه وأنا مستعدة لمساندته حتى اليوم".
محاولة الاغتيال الأولى..
يومها في العام 2003 كانت برفقة ابنها الثاني همام تقوم بزيارة والدها المسن، سمعت بقصف لأحد المنازل فدعت الله ألا يصيب أحداً بشر، وحول المنزل وبالأخبار سمعت ضجيجاً حول استهداف الشيخ أحمد ياسين ومدير مكتبه اسماعيل هنية أثناء تواجدهما بمنزل د. مروان أبو راس صديقهما فابتهلتالى الله بالنجاة لهما، وعندما كتبت لهما النجاة خرجت ضاحكة وبالطريق إلى المنزل وأمامه وجدت آلاف المهنئين بسلامة الزوج.
ولكن فيما لو كتبت له الشهادة قالت بعد صمت :" كلما سمعت الطائرات في اجواء غزة اتوقع ان اسمع نبأ استشهاد زوجي صحيح ان الفراق صعب ولكن مسيرة حياته والمعاناة التي قدمها وكل ما حدث بحياتي معه تجعلني اتوقع إما شهادة او نصر وإما أن تسير الحياة على ما هي عليه ولكنني اتمنى له الشهادة كما اتمناها لنفسي".
زوجي رئيساً للوزراء:
تؤكد الزوجة الوفية أنها قدمت لزوجها الدعم والمساندة أثناء خوض حركة حماس للانتخابات التشريعية للمرة الأولى، وشعرت بالسعادة الغامرة بالنسبة التي حققتها الحركة مدللة على حب كافة ألوان الطيف السياسي لزوجها وتقول:" حب الناس له ألامسه في طريقي وفي كل مرحلة يمر بها خاصة بعد تشكيله للحكومة الفلسطينية ولم ار حباً لرئيس وزراء من قبل كما رأيت الحب الذي تكنه الشعوب الإسلامية له وذلك كما ظهر اثناء وجوده في مكة المكرمة عندما تدافع الحجيج للسلام عليه وأخذ الصور بالقرب منه والتأكيد على دعمه".
وتضيف قائلة:" لقد سمعت بأذني من يقول له أن فوز حركة حماس رفع شأن الأمة الإسلامية وأعطى أملاً للشعوب الأخرى بان تعبر عن رأيها وتتنفس الصعداء".
الأم البسيطة والزوجة القوية اعتادت تحدي الاحتلال الذي كان يأتي دوماً لاعتقال زوجها من المنزل وقالت لـ "بو مفيد" الجندي الإسرائيلي الذي تتذكره:" إذا بتمد ايدك اكسرها لك", وعندما جاءت الشرطة الفلسطينية لاعتقال زوجها الذي كان قيادياًً بحركة حماس المعارضة قالت لهم:" انتو بتعملوا مثل اليهود ولا اليهود رجعوا من تاني؟" متعجبة مما قالت عنه قيام من أكل معه بذات الطبق باعتقال باليوم التالي.
وعن حياتها الآن معه كرئيس وزراء تقول:" إن شاء الله سأبقى وراءه ليظل بمنصبه حتى انتهاء الأعوام الاربع حسب القانون ولن يتنازل عن منصبه فنحن متفائلون برفع الحصار ولكنني قلت له مؤخراً:" يا أبو عبد السلام ما تتنازل عن الكرسي والمنصب إلا بضمان رفعه الحصار عن شعبك".
ابنائي موظفون .. ولا نتلقى اموالا من احد.
وتؤكد أن أسرته المكونة من ثلاثة عشرة ابناً بينهم أطفال واربع زوجات لأبنائها يعيشون كما يعيش باقي أفراد الشعب الفلسطيني، متمنية أن تنتهي الأحاديث الإعلامية حول تلقيهم أموالاً من حركة حماس، حيث تقول:" لا نتلقى أموالا من أحد ابنائي موظفون أحدهم وهو وسام بالقوة التنفيذية لا يتلقى أي راتب من أحد فقط يأخذ سلف كما باقي الموظفين وزوجي أهدى راتبه الأول لعائلة شهيدة فلسطينية وراتبه الثاني فقط هو الذي قمنا بإنفاقه".
لا اتطلع الى منزل سواه :
وعن المنزل الذي تعيش به قالت أنها لن تطالب بغيره وستبقى به مؤكدة انه قام ببنائه قبل أن يشكل الحكومة، والمنزل مكون من طابقين تقطن هي بالطابق الأول برفقة ابنها عبد السلام وزوجته وبقية الأطفال، فيما يقطن ثلاثة أبناء لها متزوجون بالطابق الثاني.
عن معا