كلنا ينشد الإصلاح وينادي به بصوت عال

وكلنا متضرر من الفساد بأشكاله ويطالب بنبذه ومحاربته من كل حدب وصوب ويئن من ويلاته ويتمنى ان تسود العدالة والنزاهة والمساواة والواقع مغاير لذلك والحال مائلة والسخط مستشر وسائد.

الإصلاح لا يكون بتوجيه الدعوات والمناداة على الاقران لإصلاح أنفسهم او ترك الأمور لتقديرها من الناس وحدهم دون أدوات تضمن العدالة والشفافية والاستقامة ووجود الزجر والردع والعقاب والمتابعة والرقابه.

لا يصلح العطار ما أفسد الدهر ولا تنتهي تراكمات الماضي وثقافة السباق إلى الفساد والتباري في الحصول على المال بطريق غير مشروع والتباهي بجني المكتسبات وتكوين الثروة وبناء القصور وخزن المال في دول خارجية بعيدة عن الانظار بمجرد دعوات فارغة غير مشفوعة بالحساب والعقاب من خلال قوانين رادعة لكل من تسول له نفسه الخروج عليها.

الإصلاح لا يبدأ من المواطن العادي وإنما من أصحاب النفوذ والسلطة والمواقع القيادية التي تتيح لهم صناعة القرارات والالتزام بها اولا وتطبيقها على الناس ثانيا على ان تتوفر الجدية والنية الصادقة لتنظيف النفس اولا وغسلها مما علق بها من حب الفساد والغواية وترويضها على النزاهة والاستقامة والممارسة العملية لقواعد الأخلاق والقيم النبيلة وانعكاس ذلك على الواقع ليكونوا القدوة والمثل لمن هم في الصفوف الخلفية وبغير ذلك لا أمل يتحقق ولا هدف يصاب.